إنَّ تجنُّب هذه الخيارات السيئة والمواقف السلبية التي تصاحبها هو الحل، "معظم الناس سعداء بقدر ما يقررون أن يكونوا كذلك" - "أبراهام لينكون" (Abraham Lincoln)، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً.
نقدِّم إليك فيما يأتي 12 سبباً شائعاً للتعاسة:
1. عدم وجود معنى في الحياة اليومية للفرد:
قال رئيس الولايات المتحدة الأسبق "فرانكلين دي روزفلت" (Franklin D. Roosevelt) ذات مرة: "السعادة ليست مجرد امتلاك المال؛ وإنَّما تكمن في متعة الإنجاز، وفي الإثارة التي يجلبها الإبداع"، عندما تقضي وقتك في الوظيفة من الساعة التاسعة إلى الخامسة مساءً ستحاصر نفسك في القيام بما لا تريد القيام به لمدة 40 ساعة كل أسبوع، ثمَّ تهدر كل وقت فراغك في كسل.
لديك مسؤوليات بالطبع، ولن تكون قادراً على فعل ما تريد القيام به دائماً في حياتك، لكن دائماً ما يكون لديك الخيار لفعل المزيد ممَّا تريد فعله حقاً ممَّا يعطي معنى لحياتك؛ لذا يجب أن تخصِّص بعض الوقت للسعي وراء فضولك الداخلي وشغفك.
2. الهوس بالماضي أو المستقبل:
اللحظة الحالية هي الحياة فإذا كنت تفكِّر في الأمور التي حدثت في الماضي، أو تشغل نفسك كثيراً بالأمور التي ستحدث في المستقبل فسيفوتك كل شيء.
ركِّز على الحاضر وليس على الأمس أو الغد؛ فكما قالت الأديبة "هيلين كيلر" (Helen Keller) ذات مرة: "عندما يُغلَق باب السعادة، يُفتَح باب آخر، لكن غالباً ما نطيل النظر إلى الباب المغلق بحيث لا نرى الباب الذي فُتِحَ لنا".
في معظم الأحيان نركِّز على الطريقة التي يمكن أن تكون بها الأمور أو يجب أن تكون أو ستكون في يوم من الأيام؛ لكنَّ الحياة تتعلَّق بالوقت الحاضر، فأنت لا تعرف أبداً ما يخبِّئه لك المستقبل، سواء ستبقى أنت وأحباؤك بصحة جيدة، أم ستبقى على قيد الحياة أم لا؛ إذ ترتبط فرصة الاستمتاع بالحياة بالوقت الحالي؛ لذا خصِّص وقتاً لذلك.
شاهد بالفيديو: 10 طرق مثبتة علمياً تجعلك أكثر سعادة
3. الشعور بأنَّ صحتك غير جيدة:
تذكَّر أنَّ صحتك هي أساس حياتك، وجسمك هو أعظم شيء تمتلكه على الإطلاق، فإذا كنت تعاني زيادة الوزن قليلاً فقلِّل من بعض الأطعمة الدهنية، واخرج وامشِ 3 كيلومترات كل يوم، يقلِّل فقدان الدهون الزائدة في الجسم من المخاطر الصحية، ويجعلك تبدو أفضل، وتشعر بتحسُّن، ويزيد عموماً من تقديرك لذاتك وسعادتك.
لا تتبع نظاماً غذائياً صارماً، ولا تمارس تمرينات رياضية قاسية، بدلاً من ذلك غيِّر طريقة تناول الطعام، وحاول الالتزام بعادات صحية جديدة يمكن أن تستمر معك مدى الحياة.
4. مقارنة نفسك بالآخرين بطريقة غير مناسبة:
عندما تقارن نفسك بزميل أو جار أو صديق أو شخص مشهور توقف؛ إذ يجب أن تعلم أنَّك مختلف، ولديك نقاط قوة مختلفة لا يمتلكها الأشخاص الآخرون، توقف للحظة وفكِّر في كل القدرات الرائعة التي لديك، وكن ممتناً لكل الأمور الجيدة في حياتك.
المشكلة مع كثيرين منَّا هي اعتقادنا بأنَّنا سنكون سعداء عندما نصل إلى مستوى معيَّن في الحياة، وهو مستوى نرى الآخرين وصلوا إليه؛ إذ يستغرق الأمر بعض الوقت لتصل إلى ذلك، وحتى عندما تبلغ ذلك الهدف، قد تغيِّر رأيك وتتخذ مساراً جديداً.
بدلاً من ذلك قدِّر مكانك وما لديك الآن، وحاول مقارنة نفسك بأولئك الذين لديهم القليل والذين يعيشون المآسي، والذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، لعلَّ ذلك يفتح عينيك على كل الأمور التي يجب أن تكون ممتناً لها.
5. التركيز على السلبيات:
لا يمكنك التحكم بكل ما يحدث لك، ولكن يمكنك التحكم بطريقة تفاعلك مع الأمور، لكل شخص جوانب إيجابية وسلبية، وسواء كنت سعيداً أم لا، يعتمد الأمرُ الجوانبَ التي تركِّزُ عليها بصورةٍ كبيرةٍ؛ على سبيل المثال:
- إذا أُصِبتَ بنزلة برد فكِّر بأنَّها مجرد فيروس مؤقَّتٍ ولا يهدِّد حياتك.
- إذا خسرت مباراة كرة السلة فيمكنك قضاء فترة ما بعد الظهر مع الأصدقاء للقيام بنشاط ممتع وصحي.
- إذا خسرت المال الذي وفَّرته فلا مشكلة في ذلك؛ فقد كنتَ مجتهداً ومحظوظاً بما يكفي لتوفير قدر كبير من المال عندما صَعُبَ على كثيرٍ من الناس كسب قوت يومهم.
كل شيء في الحياة تقريباً له جانب إيجابي، والتركيز على هذه الإيجابيات يؤدي إلى شعورك بالسعادة؛ لذا توقف عن التركيز على مدى صعوبة الأمور، ولماذا لا تريد القيام بها، وركِّز بدلاً من ذلك على الفوائد التي تتمتع بها هذه الأمور والفرص التي ستوفرها لك الإيجابيات.
6. تجنُّب تحمُّل المسؤولية الشخصية:
إمَّا أن تتحمَّل المسؤولية عن حياتك أو أن يفعل ذلك شخص آخر، وعندما يفعل الآخرون ذلك ستصبح عبداً لأفكارهم وأحلامهم بدلاً من أن تصبح مسؤولاً عن نفسك.
أنت الوحيد الذي يمكنه التحكُّم بطريقة مباشرة بنتائج حياتك، ولن يكون الأمر سهلاً دائماً؛ فكل شخصٍ لديه مجموعة من العقبات التي تعترض طريقه، يجب أن تتحمَّل المسؤولية عن وضعك وتتغلَّب على هذه العقبات، وإلَّا فلن يكون لحياتك أي معنى.
7. المثالية والخوف من الفشل:
إذا كنت تعمل بجد، وتبذل قصارى جهدك ثمَّ تنهر نفسك لعدم تحقيق المثالية فأنت تدمِّر مستقبلك، وأيضاً إذا دفعك خوفك من الفشل، أو من عدم بلوغ المثالية إلى اتخاذ الطريق الآمن المتمثِّل في عدم القيام بأيِّ شيء فأنت قد فشلت بالفعل.
المثالية هي عدو العمل الجيد؛ لذلك تعلَّم أن تتقبَّل عملك، وأن تحب الأشياء عندما تكون أقل من "مثالية"، وإذا وجدت نفسك تتخذ كثيراً من القرارات وتفرط في التحليل ولا تحقق أي تقدُّمٍ خذ نفساً عميقاً، وتوقع الخطوة المنطقية التالية، وابدأ بها حتى لو أخطأت في الأمر؛ فقد تعلمت شيئاً ما، وهذا أفضل من عدم القيام بأي شيء، فإنَّ إخفاقاتك في الوصول إلى أهدافك هي ببساطة فرص للتعلم والنمو، وتذكَّر أنَّ العالم الحقيقي لا يكافئ الأشخاص المثاليين؛ وإنَّما الأشخاص المنتجين.
8. تدني تقدير الذات:
لا تقلِّل من شأن نفسك، ولا تتسامح مع الأشخاص الذين يحاولون التقليل من شأنك، فقد قال الإمبراطور الروماني "ماركوس أوريليوس" (Marcus Aurelius) ذات مرة: "لا يلزم سوى القليل لعيش حياة سعيدة؛ فكل شيء ينبع من داخلك ومن طريقة تفكيرك"؛ لذا عزِّز ثقتك بنفسك من خلال تقدير إنجازاتك والاحتفاء بها، وقدِّر صفاتك الإيجابية وعندما تجد صفة لا تعجبك لا تُغرق نفسك في خيبة الأمل؛ بل اعمل على تحسينها؛ فإنَّ الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك وإلى العالم من حولك هي خيار وعادة مدروسة؛ إذ تُحدِّد الطريقة التي تنظر بها إلى الأمور مشاعرك تجاه نفسك والأمور التي تجري من حولك.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لترفع مستوى هرمون السعادة في جسمك
9. الديون المالية:
الطريقة الوحيدة للتخلص من الديون هي أن تفهم سبب كونك مديناً في الأساس؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّك إذا كنت مُبذِّراً فلن تدَّخر المال عندما تحصل على أي زيادة في الراتب، ولن تدخر المال عند سداد قيمة سيارتك، ولا عندما يعيل أولادك أنفسهم يوماً ما.
إنَّ ادخار المال لا علاقة له بمقدار المال الذي لديك، وستبدأ في توفير المال فقط عندما يصبح الادخار عادةً لديك، وعندما تبدأ في معاملة الأموال بطريقة مختلفة.
عموماً عش حياة مريحة، ولا تكن مُبذِّراً، ولا تنفق المال لإثارة إعجاب الآخرين، ولا تحاول خداع نفسك من خلال الاعتقاد بأنَّ الثروة تقاس بالأمور المادية، فعندما تدير أموالك بحكمة لن تكون تحت رحمتها؛ لذلك دائماً حاول عيش حياة كريمة بأقل من إمكاناتك المادية.
10. قضاء الوقت كله في العمل:
نقلِّل غالباً من شأن المرح؛ فمع كل مسؤولياتنا يبدو أنَّ المرح أمر لا فائدة منه، لا ينبغي أن يكون كذلك؛ وإنَّما يجب أن يكون أحد المتطلبات والضرورات؛ لذا فكِّر فيما فعلته للاستمتاع عندما كنت أصغر سناً، وافعل ذلك مرةً أخرى، انسَ قليلاً واجباتك المنزلية في عطلة نهاية الأسبوع، واخرج من المنزل؛ فعندما تكبر ستتذكَّر لحظات المرح هذه، وليس المنزل النظيف.
اذهب إلى حفلة ما، أو مارس نشاطاً ما مع صديق لك، أو اقضِ بعض الوقت مع أطفالك، وخصِّص وقتاً للمتعة.
11. إهمال العلاقات الشخصية:
ترتبط جودة علاقاتنا الشخصية ارتباطاً مباشراً بإحساسنا العام بالقيمة والسعادة؛ ففي بعض الأحيان في خضم فوضى الحياة ننسى الأمور الصغيرة التي تُذكِّرنا بأنَّ لدينا هدفاً ورسالة والتزامً أهم من تفاصيل حياتنا الشخصية؛ فنحن نحتاج إلى قدر معيَّن من التواصل الهادف مع الآخرين لنشعر بأنَّنا على قيد الحياة تماماً.
خصِّص وقتاً للناس حتى لو كان الأمر يقتصر على تناول وجبة سريعة معهم، يجب عليك التضحية ببعض من وقتك لتجربة الحياة خارج منطقة الراحة الخاصة بك، وتذكَّر أنَّك لا تحتاج إلى وجود كثير من الأصدقاء حولك؛ بل يكفي وجود عدد قليل منهم.
12. التسويف:
لا يوجد شيء مرهق مثل وجود مهمة غير مكتملة بين يديك، يوجد كثير من الطرائق للتأثير سلباً في سعادتك الشخصية وأحلامك ورغباتك؛ لكنَّ التسويف هو المؤثر الأول، فإنَّ الأشخاص المماطلين يدمِّرون ذاتهم؛ فهم يعوقون إمكاناتهم من خلال وضع حواجز كبيرة في طريق السعادة والنجاح؛ بعبارة أخرى يختارون لا شعورياً أن يفشلوا.
هل تؤجِّل القيام بأمور تقرِّبك من تحقيق أهدافك المرجوَّة؟ يتعلَّق الأمر بالطريقة التي تجعلنا بها مسؤولياتنا اليومية نشعر بالإرهاق، في خضم كل الأمور الهامَّة التي نعلم أنَّنا نحتاج إلى القيام بها، نحاول إقناع أنفسنا بطريقة ما أنَّنا لا نحتاج إلى القيام بأيٍّ من هذه الأمور في الوقت الحالي؛ بعبارة أخرى نقرِّر أنَّ بعض الهدوء والاسترخاء على الأمد القصير هو الأهم؛ لذلك نأخذ استراحةً أخرى، ونتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ونشاهد برنامجاً تلفزيونياً آخر ونسترخي؛ فالحياة مبهجة لبعض الوقت، ولكن بعد ذلك فجأة تجد نفسك أمام الموعد النهائي الذي لا مفرَّ منه.
من خلال قضاء بعض الوقت والمبادرة لفهم أسباب التسويف وتخصيص القليل من الطاقة لاتخاذ الخطوات اللازمة للمضي قدماً يمكنك التغلب عليه.
أضف تعليقاً