اِكتشفْ الخلل في الحالات الآتية:
- وضعتَ جدولاً زمنيَّاً صارماً لقضاء عطلة الصيف.
- تقضي وقتك مع أحبَّتك وفق مواعيد صارمة ومُحدَّدة مُسبقاً.
- قررت أن تستخدم تقنيات القراءة السريعة لتقرأ آخر أعمال كاتبك المفضل.
- تعتزم مشاهدة أفلام عديدة، فضاعفتَ سرعة التشغيل لتوفير الوقت.
أنت تفسد متعة هذه النشاطات عندما تحاول القيام بها بإنتاجية عالية لا داعي لها، وهو ما يؤدي بدوره إلى إصابتك بالقلق والتوتر النفسي؛ لأنَّك تتعامل مع الفعاليات والنشاطات الممتعة على أنَّها قائمة مهام يجب الانتهاء منها بأقصى سرعة ممكنة.
يمكن أن تبالغ في تصرفاتك وتُنهك نفسك بسبب إصرارك على العمل بإنتاجية عالية في جوانب حياتك كلها، وهنا يجب أن تتوقَّف وتطرح على نفسك السؤال الآتي: "هل العيش بهذه الطريقة يستحق العناء أم يجب عليَّ أن أستريح وأرفِّه عن نفسي؟".
الهدف من الإنتاجية:
تستطيع في الواقع أن تكون منتجاً في جوانب حياتك كلها؛ لكنَّك بهذه الطريقة لا تُحقِّق الهدف الحقيقي للإنتاجية، فلا تقتضي الإنتاجية في حقيقتها أن تُحدِّد مواعيد لقاءاتك العائلية، ولا أن تستخدم تقنيات القراءة السريعة في قراءة كتبك المفضلة؛ بل يجب تطبيق أساليب زيادة الإنتاجية على المهام المتعلقة بأهدافك وحسب، وهذا لا يشمل النشاطات التي يُفترَض أن تكون ممتعة، ويجدر بك أن تُحدِّد مواعيد العمل على المهام المتعلقة بحياتك المهنية مثل الكتابة في مدوِّنتك على سبيل المثال، أو وضع خطة عمل لمشروعك المقبل.
إنَّك تفسد المتعة والمرح في حياتك عندما تُلزم نفسك بتحقيق إنتاجية عالية في أثناء ممارسة النشاطات التي يجب أن تُشعرك بالراحة والبهجة مثل قضاء الوقت مع الأحبة أو المطالعة أو مشاهدة التلفاز أو الذهاب في عطلة صيفية؛ لأنَّ هذه النشاطات تهدف بالأساس إلى صرف تفكيرك عن ضغوطات العمل ومهامه، والترفيه عن نفسك، والاستراحة من الأعباء والواجبات اليومية.
لا يمكن أن يُجدِّد الإنسان نشاطه وحماسته عندما يغفل المتعة والراحة في حياته، لهذا السبب بالتحديد، إيَّاك أن تُطبِّق تقنيات الإنتاجية على هذه النشاطات.
الخوف من التوقف عن العمل:
يحاول الفرد أن يكون مُنتجاً في كل المهام والنشاطات التي يؤديها؛ لأنَّه يخشى التوقف والاستمتاع باللحظة الراهنة، ويُلزم نفسه بمواصلة الجد والعمل في جوانب حياته كلها دون استثناء، وهو ما يؤدي إلى إصابته بالتوتر النفسي.
تصبح الراحة بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص نقمة عليهم فهي تُشعرهم بأنَّهم غير منتجين، وهذا اعتقاد أبعد ما يكون عن الصواب؛ لأنَّ الإنسان يحتاج إلى الراحة والقيام بنشاطات ترفيهية عفوية لكي يكون قادراً على إحراز التقدم وتحقيق الإنجازات في حياته المهنية.
الشعور بالذنب:
يندفع بعض الناس إلى العمل وتحقيق الإنجازات على الأصعدة كلها بسبب شعورهم بالذنب، فأنت تُلزم نفسك بالعمل وتأدية المهام طوال الوقت، حتى لا تشعر بأنَّك تقصِّر بحق نفسك وتهدر وقتك بالتسويف.
يجب أن تحدِّد أولوياتك في الحياة، والإنجازات التي تود تحقيقها، وتركز على تأديتها بإنتاجية عالية، وبهذه الطريقة ستركز على الأولويات فحسب وتتعامل مع النشاطات الترفيهية كما يجب دون أن تطبِّق تقنيات الإنتاجية عليها.
حذارِ أن تفسد حياتك وتحرم نفسك المتعة والراحة، فأنت تحتاج إلى هذين العاملين أكثر ممَّا تتخيل.
شاهد بالفديو: 9 فوائد للمرح في العمل
الخروج من منطقة الراحة والتريُّث:
أنت تحتاج إلى إجراء بعض التغييرات الجذرية في طريقة تفكيرك لإعادة المرح والمتعة إلى حياتك، فيجب أن تحدِّد في البداية أهدافك وتطبِّق تقنيات الإنتاجية على المهام المتعلقة بها وحسب، وستركز بهذه الطريقة على الأعمال التي تسهم بتحقيق تغييرات جذرية في حياتك.
يجب أن تتريَّث بعد ذلك وتستريح من الضغوطات، وتبدأ بملاحظة المتع والأوقات الطيبة والمبهجة في حياتك اليومية وتقديرها، وتشعر بالامتنان تجاهها.
الحياة اليومية حافلة بمثل هذه اللحظات الطيبة؛ لكنَّ الإنسان اعتاد وجودها ولم يَعُد يقدِّرها، ويقتضي الحل أن تبحث عن الجمال والبهجة الكامنة في مواقف الحياة اليومية، وعندها سيتسنى لك أن تستمتع بحياتك أكثر.
أخيراً، يجب أن تُخصِّص بعض الوقت لنفسك، وتحدِّد أولوياتك وأهدافك الحقيقية في الحياة، أو أن تطلب مساعدة المختصين مثل كوتشز الحياة؛ إذ يعجز الإنسان أحياناً عن فهم وضعه وحده، وفي هذه الحالة يستطيع أن يستفيد من مساعدة الكوتشز.
4 خطوات لإضفاء بعض المرح على الحياة:
فيما يأتي 4 خطوات لإضفاء بعض المرح على الحياة:
1. تدوين الأولويات والمهام الرئيسة:
يتم ذلك عن طريق إعداد قائمة بجميع الأولويات والأهداف الهامة بالنسبة إليك، وعندها سيتسنى لك أن تُحدِّد الجوانب التي يجب أن تركز عليها في حياتك، فيجب أن تركز إنتاجيتك على هذه الجوانب، وتتعامل بعفوية مع اللحظات المُبهجة والنشاطات المُمتعة في حياتك اليومية.
2. الحصول على عطلة من العمل:
يجدر بك أن تستريح ليوم واحد على الأقل في الأسبوع دون أن تشعر بالذنب، فأنت تحتاج إلى هذه العطلة شئت أم أبيت؛ إذ تساعدك هذه الاستراحة على ابتداع أفكار جديدة وبارزة فيما يتعلق بالمهام الهامة بالنسبة إليك، وأساليب تنفيذها، ناهيك عن أنَّها تجدد حماستك وتُحفِّزك على مواصلة العمل على هذه المهام.
3. تحديد الأهداف بمفردك أو طلب المساعدة:
يجب أن تُخصِّص بعض الوقت بين الحين والآخر للتفكير بأهدافك في الحياة، ووضع خطة على الأمد الطويل (1-5 سنوات)؛ إذ تُحدِّد في هذه الخطة الجوانب الهامة التي تود أن تعمل عليها والإنجازات التي تعتزم تحقيقها.
يُنصَح بطلب مساعدة خارجية من كوتش حياة على سبيل المثال، إذا واجهت صعوبة في وضع الخطة، قد تتعجب من قدرة الطرف الخارجي على مساعدتك على فهم وضعك.
4. تقدير اللحظات الجميلة في الحياة اليومية:
لا تتحقق السعادة بكثرة الأموال والممتلكات؛ بل باللحظات الطيبة والبسيطة التي تحدث في الحياة اليومية ويَغفُل معظم الأفراد عنها على الرَّغم من أهميتها في تحقيق العافية النفسية، ويمكن أن تشمل هذه اللحظات الطيبة صباح يوم العطلة المريح، وتناول طعام الفطور مع العائلة، واحتساء القهوة، فلا مثيل لجمال هذه اللحظات وكمالها؛ فالحياة اليومية حافلة بمثل هذه اللحظات الجميلة، وتقتضي وظيفتك أن تلاحظها وتقدِّرها وتشعر بالامتنان حيالها.
في الختام:
توجد جوانب في الحياة تتطلب منك أن تكون مُنتجاً، وأخرى يجب أن تتعامل معها بعفوية وتستمتع بها؛ لأنَّها تهدف إلى إضفاء المرح والمتعة والحماسة على حياتك؛ لذا عوِّد نفسك على عدم تطبيق تقنيات الإنتاجية على هذه الجوانب الممتعة من حياتك، وتركيز إنتاجيتك وجهودك على الأشياء الهامة، فتتيح لك هذه الطريقة إمكانية تحقيق التوازن والاستمتاع في حياتك.
أضف تعليقاً