وهناك ست قوى تحدد مجرى النمو اثناء المراهقة وهي :
1- العوامل الجسدية .
2- العائلة ( الاسرة ) .
3- المدرسة.
4- الظروف الاجتماعية المحيطة .
5- ذكاء المراهق .
6- النمو العاطفي للمراهق .
واذا تناغمت هذه القوى ولم يتعارض بعضها مع البعض الاخر جاء النمو متكاملا ومنتظما وإلا تولدت الصراعات والمشكلات , فالمراهقة هي مرحلة لتحقيق الاستقلال الذاتي وتحمل مسؤوليات الحياة , والمراهق خاضع لتأثير العوامل الاجتماعية والتربوية واهم هذه العوامل : الاسرة , الاصدقاء , الانداد , وعالم الراشدين الكبار .
في ثلاثة اعوام .
ومشكلة المراهق الدائمة هي انه من الصعب ان يعيش في آن معا في تلك العوالم الثلاثة المختلفة , والتي يتغير كل واحد منها بأستمرار مع الزمن , والمراهقة تترافق بسلسلة من الازمات , صغيرة وكبيرة , حسب الافراد , ونستطيع ان تحديدها بأختصار :
1- ازمة النمو الجسدي .
2- الازمة العاطفية الجنسية .
3- ازمة توكيد الذات والاستقلال الذاتي .
4- ازمة التكيف مع المجتمع بقيمه الاخلاقية وعاداته الاجتماعية .
ان النمو الجنسي مهم بحد ذاته ولكنه ليس الاساس في مرحلة النمو الحاصل في طور المراهقة , فالمراهقة ليست ازمة جنسية فحسب , على الرغم من ان بعض علماء النفس قد ركزوا على هذه الناحية كثيرا وافرطوا في بعض الاحيان , ان ازمة المراهقة هي ازمة وجود هوية , اي وجود المراهق في عالم يريد ان يستوعبه ويدخل اليه , وهي بتعبير اخر مرحلة تحولات شاملة تتناول النواحي الجسدية والذهنية والاجتماعية , وهذه التحولات تشكل وحدة قائمة في الشخصية لا يمكن فصلها بسهولة .
لقد اهتم علماء النفس في السنوات الاخيرة بدراسة الهوية عند المراهق ولا يجوز بعد اليوم ان نتحدث عن ازمات المراهقة فنقول الازمة الجسدية والجنسية , والازمة العاطفية والعائلية , والازمة الاجتماعية , بل يجدر بنا ان نتحدث عن ازمة الهوية عند المراهق , هذه الازمة التي تتناول وجوده برمته وعلاقة هذا الوجود مع تحديات المجتمع , فالمراهق يشعر بالغموض والتناقضات , وهناك قضية النمو الجسدي الفيزيولوجي , وهناك الالتزام الدراسي والمهني والصراع من اجل المستقبل , ان المراهق يتساءل : كيف يستطيع ان يتكيف مع المجتمع ؟ , ماذا يقول الاخرون عنه وكيف ينظرون اليه ؟ , ماهو دوره الان وماذا يمكن ان يكون في المستقبل ؟ .
ان هذه التساؤلات تشكل محور الوجود عند المراهق وهي بداية التشكل في الهوية , ولكن اذا حاول المراهق ان يهرب من هذا الواقع وتناقضاته المختلفة , فأنه يغامر في ان يتجه نحو العزلة والانطواء او نحو العنف والتمرد , وخاصة اذا شعر ان وطأة الكبار والعالم الخارجي شديدة عليه .
التمرد
ان المراهق يريد ان يكون قادرا مستقلا , ويريد ان يتحرر من العلاقة الرحمية التي تربطه بالاهل , يريد ان يحدد هويته , وان يجيب عن السؤال المطروح ( من انا ومن اكون ؟ ) .
ان عدم تفهم الاسرة مجتمع الكبار لهذه المرحلة يزيد الطين بلة ويدفع المراهق الى مزيد من الرفض والعنف , والمهم هو استعداد المراهق لاستقبال الحياة بألآمها وافراحها لان الذي يخاف من الالآم والمسؤوليات لن يتوصل الى تحقيق الشخصية الناضجة والارادة القوية , فالشخصية السليمة : هي التي تستطيع ان تتكيف بنجاح مع البيئة وان تجابه مشاكل العالم بصورة صحيحة .
والمراهق امام هذه الازمات قد يلجأ الى الهوية السلبية ( التمرد والعنف والعزلة ) , وهنا لابد الاشارة الى ضرورة تأمين الخدمات النفسية للمراهق في المدرسة لكي يتوصل المراهق الى بناء الهوية الواضحة التي تعتبر من ميزات سن الرشد ( النضج والوعي ) .
وهذه الهوية تعني السعادة النفسية والاجتماعية والوضوح في الشعور والتفكير والهدف , فالمراهق بعد ان ينجح في بناء شخصيته يشعر الآن وكأنه في منزله , وانه ليس غريبا عن جسده ونفسه ومجتمعه , انه يعرف ماذا يريد وماذا يفعل واين يتجه ويذهب , ويعرف كيف يثق بنفسه , وكيف يعترف بالآخرين ويعترف الاخرون بوجوده وهويته , والمراهق بعد ان حقق ذاته , لابد ان يدخل عالم الراشدين ويبني له مركزا اجتماعيا ( مهنة ثابتة ) واسرة وعلاقات اجتماعية وانسانية , ويلعب زرع الوازع الديني في نفس المراهق دورا مهما في بناء شخصيته , لان النمو النفسي السليم للطفل والمراهق يتطلب ايمانا راسخا , ومن دون الايمان بالله لا يستطيع المراهق ان يتعرف على ذاته ويتفهم دوره في المجتمع , كعضو ايجابي في هذا المجتمع , وكما يقول علماء النفس ( عندما تؤمن بالله فأنك تؤمن بنفسك ).
المصدر: شباب عا نت
أضف تعليقاً