لا تقتصر حاجتنا إلى تناول الحليب على مرحلة الطفولة فحسب، بل يجب علينا الالتزام بتناول كوب حليب يومياً في مراحل عمرنا المتقدمة؛ لحماية الجسم من هشاشة العظام.
كما يدعم الحليب مرونة المفاصل، ويعزز من قدرتها الوظيفية؛ لذا يُنصَح بإدخاله ضمن النظام الغذائي بشكلٍ يومي؛ لأنه يعطي الجسم مزيداً من الصحة من خلال الحفاظ على صحة الأسنان أيضاً، وحمايتها من التسوس.
وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على عدد من المتطوعين بعد تناولهم الحليب يومياً: أن نسبة الإصابة بأمراض قد قلت لديهم.
فوائد الحليب للمفاصل:
الحليب هو مصدر غني بالمواد الغذائية المهمة مثل الكالسيوم والفيتامينات والبروتينات، حيث أن وجود هذه العناصر الغذائية الحيوية في الحليب يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة المفاصل. وفيما يلي بعض الفوائد المحتملة للحليب للمفاصل:
1. تقوية العظام:
يحتوي الحليب على كمية كبيرة من الكالسيوم، وهو عنصر أساسي لنمو العظام وتقويتها. تناول كمية كافية من الكالسيوم يمكن أن يساعد في الحفاظ على العظام قوية والحد من مشاكل العظام المرتبطة بتقدم العمر مثل هشاشة العظام.
2. دعم صحة الغضاريف:
تحتوي المفاصل على مادة تسمى الغضروف، والتي تعمل كوسادة للمفاصل وتحافظ على سلامتها. يحتوي الحليب على بعض المركبات التي يعتقد أنها تساهم في صحة الغضاريف وتقليل التآكل المفصلي.
3. تقليل الالتهاب:
يحتوي الحليب أيضاً على الكالسيوم والفيتامين D والفيتامين B12 والمغنيسيوم والزنك، والتي يعتقد أنها تساهم في تخفيف الالتهابات المرتبطة بأمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
شرب الحليب، وهو مصدر جيد للكالسيوم وفيتامين د والبروتين، قد يساعد في منع النقرس ومحاربة تطور هشاشة العظام (OA). تأكد من اختيار الحليب قليل الدسم لتجنب استهلاك السعرات الحرارية الزائدة والدهون المشبعة.
اللبن والتهاب المفاصل:
تعتبر منتجات الألبان عنصراً أساسياً في النظام الغذائي لمعظم الأشخاص. ومع ذلك، قد تتساءل عن كيفية دمج الحليب (والكثير من مشتقاته) مع النظام الغذائي المضاد للالتهابات.
الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة. توضح الدراسات أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة - المتوفرة بكثرة في الجبن ومنتجات الألبان كاملة الدسم - يمكن أن يزيد الالتهاب. لكن الأحماض الدهنية الأخرى الموجودة في منتجات الألبان تم ربطها بفوائد صحية مثل تقليل خطر الإصابة بمرض السكري.
كيف تجيب الدراسات على العلاقة بين اللبن والتهاب المفاصل؟
وجدت دراسة نشرت في مجلة التغذية عام 2015 أن تناول منتجات الألبان يزيد من الالتهابات منخفضة الدرجة في عينة صغيرة من البالغين الألمان.
ووجدت دراسة أجريت على أكثر من 40 ألف شخص مصاب بالتهاب المفاصل العظمي (OA) أن أولئك الذين تناولوا المزيد من منتجات الألبان كانوا أكثر عرضة للحاجة إلى جراحة استبدال مفصل الورك.
من ناحية أخرى، وجدت العديد من الدراسات أن شرب الحليب وتناول الزبادي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالنقرس.
على الرغم من المعلومات المتضاربة، بشكل عام، ترسم الأبحاث صورة إيجابية للمنتجات المعتمدة على الحليب. حيث خلصت مراجعة أجريت عام 2017 لـ 52 دراسة سريرية، نُشرت في مجلة Critical Reviews in Food Science and Nutrition، إلى أن منتجات الألبان بشكل عام لها تأثيرات مضادة للالتهابات، باستثناء الأشخاص الذين لديهم حساسية من حليب البقر.
تأثير الزبادي على الالتهابات:
ومع تنوع الأطعمة التي تحتوي على الحليب ومشتقاته يتم التركيز حالياً على الزبادي، حيث يرتبط الزبادي بانخفاض الالتهاب وانخفاض مقاومة الأنسولين وقد يمنع مرض السكري من النوع الثاني.
ويعتقد باحثو التغذية أن قوة الزبادي المضادة للالتهابات تأتي من البروبيوتيك الذي يحتوي عليه، ولكن لم يتم تأكيد ذلك من خلال تجارب صارمة.
في الختام:
على الرغم من فائدة الحليب للجسم، إلا أن الإفراط في تناول كميات زائدة منه قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان البروستات، وسرطان الخصية؛ بسبب زيادة هرمون الإستروجين. فعليك عزيزي القارئ الاعتدال في شربه، على ألا تتجاوز 3 أكواب يومياً.
أضف تعليقاً