لكن لم يفُت الأوان بعد لتصحيح الأمور؛ فما زلنا نتنفس، وما زالت لدينا الفرصة لتغيير مستقبلنا، ولنختار محو ذلك الندم الذي صبغ سنواتنا الأخيرة ونسيانه.
إليك فيما يأتي 9 أشياء لا يريد أحد أن يندم عليها عندما يكبر، وبعض الأفكار عن تجنُّب هذا الندم:
1. عدم قضاء الوقت الكافي مبتسماً مع الأشخاص الذين تحبُّهم:
يُقال: "أفضل الأشياء في الحياة مجانية"، حسناً إذاً يمكنك قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء، والاستمتاع بحركات الحيوانات الأليفة، ورؤية طفلك يبتسم، وتجربة لحظات حميمة وصادقة مع الشريك، هذه الأوقات ثمينة ومجانية.
لا تنشغل كثيراً بسباق الحياة المحموم، فأنت تعمل 50 ساعة في الأسبوع، إلى الحد الذي تشعر فيه بالتوتر والإرهاق؛ ممَّا يمنعك من الاستمتاع بأعز علاقاتك، لكن من خلال تبسيط أسلوب حياتك واتخاذ قرارات واعية في أثناء ذلك من الممكن أن تعيش بقدرٍ أقل من المال، ومن ثمَّ ساعات عمل أقل، وتستمتع أكثر بما هو أكثر أهمية.
مع تقدُّمنا في السن غالباً ما نستخفُّ بالمتعة، ومع كل مسؤولياتنا يبدو المرح كأنَّه من الكماليات، لكن لا ينبغي أن يكون كذلك؛ بل يجب أن يكون أحد الأساسيات؛ فعندما تكون حياتك العملية مملوءة بالمشاغل، وتركز طاقتك كلها عليها فمن السهل جدَّاً أن تجد نفسك غير متوازن، ولأنَّ الدافع والتركيز أمران هامان إذا كنت تنوي الحفاظ على السعادة والسلام في حياتك؛ فما تزال بحاجة إلى تحقيق التوازن فيها بإعطاء الأهمية لبعض الأمور الممتعة كحضور مباريات كرة القدم، وحفلات العشاء العائلية، وقضاء بعض الوقت الحميم مع شريك حياتك، وما إلى ذلك.
2. حَمل الضغينة وعدم مسامحة شخصٍ تهتمُّ لأمره:
لقد تعرضنا جميعُنا إلى الأذى من شخصٍ آخر في مرحلة ما، ربَّما أساء معاملتنا، أو خان ثقتنا، أو خذلنا، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا الألم طبيعي إلَّا أنَّه في بعض الأحيان يستمر لفترة طويلة؛ لأنَّنا نفكر في الألم مراراً وتكراراً ونواجه صعوبة في نسيانه.
هذا بالطبع يؤدي إلى المشكلات ولا يتسبب في شعورنا بالتعاسة فحسب؛ بل يمكن أن يجهد علاقاتنا أو يفسدها، ويشتت انتباهنا عن العمل والأسرة والأشياء الهامة الأخرى، ويجعلنا مترددين في تقبُّل أشياء وأشخاص جدد، ويحاصرنا الغضب والأذى، ونفوت جمال الحياة ومتعتها.
الضغائن مضيعةٌ للسعادة، فإذا كان هناك شخص في حياتك يستحق فرصة أخرى امنحها له، وإذا كان يجب عليك الاعتذار فافعل ذلك وامنح قصَّتكما معاً بداية جديدة وسعيدة.
3. تحقيق أحلام الآخرين بدلاً من أحلامك:
لسوء الحظ قبل أن تتخذ خطوتك الأولى في رحلتك لتحقيق أحلامك سيقدم لك الأشخاص من حولك - حتى أولئك الذين يهتمون بك بشدة - نصيحةً مروِّعةً، ليس لأنَّ لديهم نيَّات سيئة؛ بل لأنَّهم لا يفهمون ما تعنيه لك أحلامك وشغفك وأهداف حياتك.
امتلك الشجاعة لتعيش حياة تناسبك، وليس الحياة التي يتوقعها الآخرون منك، وخصص وقتاً لمتابعة شغفك بصرف النَّظرِ عن مدى انشغالك أو ما يقوله أي شخص آخر.
كما قال رائد الأعمال الراحل ستيف جوبز (Steve Jobs) ذات مرة: "وقتك محدودٌ؛ لذا لا تضيعه في عيش حياة شخص آخر، ولا تقيد نفسك بشعور الخجل وتعيش وفق آراء الآخرين، ولا تدع ضجيج آراء الآخرين يطغى على صوتك الداخلي وقلبك وحدسك؛ فأنت تعرف ما تريده، وكل شيء آخر هو شيء ثانوي".
شاهد بالفيديو: 8 أنواع من المحفزات تجعل تحقيق أحلامك ممكناً
4. عدم الصدق بشأن ما تشعر به:
قل ما تريد قوله ولا تعتذر أبداً عن إظهار مشاعرك؛ فكثير من الناس يقمعون مشاعرهم من أجل الحفاظ على السلام مع الآخرين، ونتيجة لذلك يتحملون مغبة صمتهم؛ لذا امنح نفسك الإذن للتعبير عن مشاعرك كافة؛ فعندما تعرف حقيقة مشاعرك من المرجح أن تفهم الموقف الحالي وتحله بدلاً من تجنبه.
أيضاً إذا كنت ترغب في التواصل مع الآخرين فعليك أن تقبل نفسك وتحبها أولاً حتى لو كان ذلك صعباً، في النهاية إنَّ التعبير عن مشاعرك سيعزز علاقاتك، بما في ذلك علاقتك بنفسك، ويصل بك إلى مستوى صحي جديد، وسيساعدك صدقك أيضاً على إدراك العلاقات السامة وإزالتها من حياتك.
5. أن تكون مستهتراً وغير مسؤول في شؤونك المالية:
عندما تنفق أقل ممَّا تجني فإنَّك تكسب أسلوب حياة حرَّاً ومرناً؛ فأنت تحافظ على القدرة لشراء الأشياء الهامة؛ لأنَّك توفر المال عندما تُحجم عن شراء الأشياء غير الهامة، ويمكن للمال أن يجلب الراحة، ولا حرج على الإطلاق في الاستمتاع بهذه الراحة، لكن من الهام إنفاق الأموال على الأشياء التي تهمك حقاً، والتخلي عن الإنفاق الذي لا يضيف قيمة إلى حياتك.
ابحث عن حياةٍ مريحة لا حياة بذخ، وتوقف عن شراء الأشياء التي لا تحتاج إليها، ولا تنفق لإثارة إعجاب الآخرين، ولا تحيا حياة تحاول فيها إيهام نفسك بأنَّ الثروة تقاس بالأشياء المادية، حاول إدارة أموالك بحكمة حتى لا تتحكم أموالك بحياتك.
6. الاستسلام للحزن والسلبية اللذين لا داعي لهما:
لا تتوقع تحقيق سعادة طويلة الأمد إذا أحطت نفسك بأشخاص سلبيين؛ فلا تمنح وقتك كاملاً لأشخاصٍ لا يمنحونك سوى جزءاً من وقتهم، واعرف قيمتك وما لديك لتقدمه، وكن إيجابياً، ولا تقبل أبداً بأي شيء أقل مما تستحقه.
يأتي وقت في الحياة يتعين عليك فيه التخلي عن الحزن الذي لا طائل منه والأشخاص الذين يصنعونه، ويُعَدُّ الابتعاد عن مآسي الآخرين طريقة فعالة لتبسيط حياتك وتقليل التوتر؛ لذا أحط نفسك بأشخاص إيجابيين يجعلونك تنسى المآسي حتى تتمكن من التركيز على الأشياء الجيدة، الحياة أقصر من ألَّا تقضيها بعيش لحظات إيجابية وسعيدة.
7. عدمُ عَدِّ سعادتك أولوية:
بالنسبة إلى الشخص العادي تُعَدُّ السعادة اختياراً؛ لكنَّ معظم الناس غير سعداء، وتوجد عدة أسباب لذلك؛ لكنَّ ذلك كله يتلخَّص في مبدأ واحد بسيط وهو أنَّ السعادة ليست من أولوياتهم؛ لأنَّهم لا يريدون بذل أي جهد.
للعثور على السعادة الحقيقية في الحياة عليك أن تتبع قلبك وحدسك، وعليك أن تكوِّن ذاتك الحقيقية، وأن تعيش أسلوب حياة وتختار مهنة ترضيك بصرف النظر عما يترتب على ذلك أو ما يقوله الناس عن ذلك، ولم يفت الأوان بعد لفعل ذلك.
لذلك كن سعيداً، وكن على طبيعتك، وإذا كان الآخرون لا يحبون ذلك فليكن؛ فالحياة لا تتوقف على إرضاء الجميع؛ لذا ابدأ اليوم بتحمل مسؤولية سعادتك؛ فأنت الوحيد القادر على إنشائها، والخيار لك.
8. عدم إحداث فرق في حياة الآخرين:
يمكن لكل شخص أن يحدث فرقاً، وعلى كل شخص أن يحاول ذلك؛ ففي الحياة أنت تجني ما تزرعه فيها، وعندما تُحدِث تأثيراً إيجابياً في حياة شخص آخر فإنَّك أيضاً تُحدِث تأثيراً إيجابياً في حياتك الخاصة، فافعل شيئاً عظيماً يُسعد شخصاً آخر أو يخفف من معاناته.
تذكر أنَّ إحداث تغيير إيجابي في حياة شخص ما يمكن أن يغير العالم، ربَّما ليس العالم كله، ولكن عالمه على الأقل.
9. الخوف من الفشل:
إذا دفعك خوفك من الفشل أو هوسك بالكمال إلى اتخاذ الطريق الآمن المتمثل في عدم القيام بأي شيء فأنت قد فشلت بالفعل، تقبَّل حقيقة أنَّ الجميع يفشلون، لكن لا تخشَ المحاولة.
إذا وجدت نفسك في مرحلة اتخاذ قرارات هامة ووقعت في دوامة من الإفراط في التحليل والتردد ولم تحرز أي تقدُّم؛ خذ نفساً عميقاً، واخرج من هذه الدوامة باتخاذ خطوة منطقية ومدروسة، حتى لو أخطأت في الأمر ستتعلم شيئاً سيساعدك على تصحيحه في المرة القادمة.
إنَّ إخفاقاتك في أثناء سعيك إلى تحقيق أهدافك هي ببساطة فرص للتعلم والنمو، قد لا تكون حيث تريد بعد، ولكن إذا واصلت المضي قدماً، فستصل إلى هدفك في النهاية.
أضف تعليقاً