ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن مدير قسم الاستشارات والتحليلات في شركة "ورك هيومان" (Workhuman) "ديريك إيرفين" (Derek Irvine)، ويخبرنا فيه عن تجربته في تقدير عمل الآخرين.
درس كبير من ورقة فارغة:
عندما حان يوم الامتحان، استلم جميع الطلاب ورقة واحدة، وإليك كيف روى "بيتينغر" ما حدث بعد ذلك: "كان كلا جانبي ورقة الامتحان التي وزَّعها الأستاذ فارغاً، وقال الأستاذ: "لقد علَّمتك كل ما يمكنني أن أعلِّمك إيَّاه عن الأعمال في الأسابيع العشرة الماضية، لكنَّ الرسالة الأكثر أهمية، والسؤال الأهم هو: "ما اسم السيدة التي تنظِّف هذا المبنى؟".
لقد كان لذلك تأثيرٌ كبير؛ فهو الاختبار الوحيد الذي فشلت فيه على الإطلاق. لقد كان اسم تلك السيدة "دوتي" (Dottie)، ولم أكن أعرفها بصورة شخصية، وقد رأيتها مراراً لكنَّني لم أُعِر أهمية يوماً لسؤالها عن اسمها".
لقد شهد العديد منَّا على الأرجح قصصاً مماثلة لهذه القصة، ففي أوقات كثيرة نرى فيها أشخاصاً، لكنَّنا لا نُعِر أهمية لتقدير العمل الهام الذي يقومون به.
التأثير الذي يتركه أولئك الذين لا يتلقون التقدير:
رَوَيتُ هذه القصة لزميلٍ لي تقدَّمَت زوجته للعمل مدرِّسةً في المجال الطبي. تُعَدُّ مقابلات العمل في هذه المناصب معقَّدة لما فيها من مهام مختلفة وجداول تنسيق مواعيد الأطباء، وكل ذلك في إطار زمني قصير.
أطلعَته زوجته عمَّا شهدَته في تلك المقابلة؛ وهو ما سأرويه لكم هنا: لقد حدَّد القادة رفيعو المستوى الذين أَجروا معها مقابلة التوظيف شكل جزءٍ كبيرٍ من تجربتها بصفتها مرشحة، مثلما فعل ذلك العمل الجاد الذي بذله منسقو البرنامج والمنسقون الإداريون لجعل هذه التجربة سلسة قدر الإمكان، ويمكنك أن تتأكَّد أنَّها فعلت ما بوسعها لشكر كل المعنيين شخصياً.
تساعدنا مثل هذه القصص جميعاً على إدراك تأثير ومساهمة الأفراد الذين قد لا يتلقَّون تقديراً تقليدياً، فربما هم ليسوا متميزين في أدائهم، ولم يكسبوا مسابقاتٍ أو مكافآت؛ لكنَّهم أساسيون في نجاح المؤسسة، من توفير مساحة عمل نظيفة، إلى القدرة على جذب أفضل المرشحين وغير ذلك الكثير.
التواصل مع الآخرين:
تسهِّل هذه الأمثلة رؤية الطرائق العديدة المختلفة التي يمكننا من خلالها التعبير عن الامتنان للمساهمات والقيمة التي يقدِّمها الأشخاص الآخرون، ويمكن أيضاً أن تكون لحظات التقدير الصغيرة هذه بحدِّ ذاتها ذات تأثير كبير، وعندما يتمُّ الارتقاء بها إلى مستوى ثقافة التقدير الاجتماعي بأكملها، يمكن للتأثير حينها أن يكون هائلاً.
وبعد كل ما قيل، إنَّ إعطاء الأهمية للسؤال عن الاسم، وتقدير العمل الشاق الذي يتم وراء الكواليس، كل ذلك من أجل إيجاد طريقة للتواصل في النهاية مع الأشخاص من حولنا وتقديرهم؛ فكيف تساعدك مؤسستك على تقدير التأثير الذي يمكن أن يُحدثه جميع زملائك في العمل؟
أضف تعليقاً