الأسباب والامراض :
في الحالات السوية تتم حماية المري من التعرض المديد للحمض والببسين والحموض الصفراوية وخمائر المعثكلة بآليات ثلاث :
· الحائل Barrier المضاد للجزر الذي يوفره التقلص الموتر Tonic لمصرة المري السفلية.
· إفراغ المري بسرعة من المواد المجزورة بوساطة الحركات التمعجية .
· قلونة المواد الحامضة بوساطة اللعاب المبلوع .
يبدي المصابون بداء الجزر المعدي المريئي واحداً أو أكثر من الشذوذات التالية : نقص أو غياب مقوية المصرة السفلية للمري ، ارتخاء غير ملائم في مصرة المري السفلية غير مترافق بعملية البلع ، ونقص في إفراغ المري من المواد الحامضة بسبب خلل الحركات التمعجية .
ومن العوامل الأخرى التي قد تتداخل في الموضوع عند بعض المرضى جزر الأملاح الصفراوية والخمائر المعثكلية وشذوذات اللعاب .
المظاهر السريرية :
اللذع هو أكثر أعراض الجزر المعدي المريئي مصادفة ، وتتراوح درجته بين الخفيف والشديد ، وكثيراً ما يترافق بقلس مواد حامضة ( مرة الطعم ) . وقد تحدث ذات الرئة الاستنشاقية والأزيز الليلي عند المرضى المصابين بقلس متكرر دون أن يكون ذلك مترافقاً بلذع في بعض الأحيان .
ومن الممكن أن يحدث عسر البلع والنزف من السحجات المريئية . وقد يحصل التضيق الندبي في بعض الأحيان . وينقص التدخن والكحول والكافئين والحمل مقوية المصرة السفلية للمري ، لذلك فإنها قد تعجل في حدوث الجزر المعدي المريئي أو تزيده شدة .
التشخيص :
إن أفضل طريقة لتشخيص الجزر المعدي المريئي هي الاعتماد على القصة والمظاهر السريرية . تفيد الاختبارات الموضوعية في تعيين شدة الآفة واتساعها ، وفي الإجابة على الأسئلة الثلأثة التالية :
· هل يوجد جزر معدي مريئي ؟ .
· هل الجزر المعدي المريئي هو السبب في الأعراض التي يشكو منها المريض ؟.
· هل أدى الجزر إلى أذية في المري ؟ .
يمكن إثبات وجود الجزر بالفحص الشعاعي بعد إعطاء وجبة الباريوم ، أو بالتفريس الومضاني بعد إدخال الكبريت الغروي الموسوم بالتغنيسيوم 99 إلى المعدة . أما قياس الضغط في المري فيفيد في إثبات وجود شذوذ في تمعج المري أو في توتر المصرة السفلية للمري ، لكنه لا يكشف وجود الجزر .
وهنال اختبارات أخرى أكثر حساسية لكشف الجزر الحامضي منها إدخال مسبار لقياس الحموضة إلى المري ومراقبة باهائه PH لمدة تتراوح بين 30 دقيقة و 24 ساعة ، وذلك بعد تفطير حمض الكلوريدريك في المعدة ( اختبار تاتل Tuttle ) أو في ظروف قريبة من الحالة الفيزيولوجية . إلا أن وجود الجزر المعدي المريئي لا يعني بالضرورة أنه المسؤول عن الأعراض التي يشكو منها المريض .
فإذا كان الألم الصدري لا يماثل ألم اللذع النموذجي يمكن اللجوء إلى اختبار برنشتاين لبيان ما إذا كان تقطير الحمض في المري عبر الأنبوب الأنفي المعدي يثير نفس الأعراض لدى المريض في الوقت الذي لا يحدث فيه تقطير المصل الفيزيولوجي نفس النتيجة .
وأخيراً فإن الأعراض الناجمة عن جزر الحمض لا تتماشى دوماً مع اتسـاع الأذية في مخاطية المري . يمكن تقويم أذيات المري الشديدة كالتضيق أو القرحات العميقة بالتصوير بعد إعطاء الوجبة الباريتية ، ومع ذلك فإن التنظير الداخلي مع أخذ الخزعة هو أكثر الاختبارات حساسية لتقويم أذية مخاطية المري الناجمة عن الجزر المعدي المريئي .
تتراوح التبدلات التنظيرية بين السحجات الخطية السطحية والتقرحات المتلاقية وتصل حتى التعرية الكاملة للمخاطية . أما من الناحية المجهرية فقد يرى فرط تنسج الخلايا القاعدية ، والارتشاح الخلوي بكثيرات النوى ، أو يرى تقرح صريح في المخاطية . يبدي بعض المرضى ظهارة باريت Barrett ، ويعنى بها وجود ظهارة عمودية في المري ناجمة عن تعرضه المزمن للجزر المعدي الشديد ، ويترافق ذلك بزيادة خطر الاستحالة الخبيثة .
المعالجة والانذار :
تنجح المعالجة الطبية للجزر المعدي المريئي في معظم الحالات باستثناء الحالات الشديدة . وتتألف المعالجة التي أوجزناها في الجدول التالي من بعض المناورات التي تهدف إلى تقليل الجزر بالإضافة إلى إعطاء مضادات الحموضة أو حاصرات المستقبلات H 2 لخفض الإفراز المعدي الحامض . وقد تكون المعالجة المديدة خورية عند المرضى المصابين يحزر معدي مريئي شديد .
ويتم اللجوء إلى التدبير الجراحي في عدد قليل من المرضى الذين لم يستجيبوا للمعالجة الطبية الملائمة والذين توجد لديهم بيِّنات موضوعية على حدوث الجزر . تهدف المعالجة الجراحية إلى إعادة وظيفة المصرة السفلية للمري عن طريق تطريق النهاية السفلية للمري بحلقة من عضلات قاع . المعدة .
وغالباً ما تنجح هذه الإجراءات الجراحية في معالجة الجزر المعدي المريئي إلا أنها غير قابلة للتطبيق عند المرضى المصابين بفقد تمعج المري ( مثل المصابين بتصلب الجلد ) الذين قد يكون الجزر المعدي المريئي لديهم شديداً .
معالجة الجزر المعدي المريئي ( GERD ):
التداير البسيطة :
· رفع القسم الرأسي من السرير .
· عدم تناول السوائل والطعام قبيل موعد النوم .
· تناول مضادات الحموضة السائلة ( هيدسوكسيد الألمنيوم ، هيسوكسيد المغتزيوم ) 30 مل بعد الطعام بساعة و 3 ساعات وقبل النوم .
· تجنب التدخين والشروبات الكحولية .
· تخفيف الوزن .
التدابير في الحالات المعندة:
· أخذ حاصرات المستقبـلات H 2 ( السيمتدين 300 مغ 4 مرات يومياً ، أو الرانتيدين 150 مغ مرتين يومياً( .
· بيتانيكول ( يوريكولين Urecholine ( بمقدار 0 1 - 5 1 مغ أربع مرات يومياً .
· حمض ألجينيك - مضاد الحموضة antacid - Alginic acid ) كافيسكون Gaviscon مل أربع مرات يومياً).
· الجراحة لمنع الجزر ( عملية نيسين Nissen ، عملية هيل Hill ، عملية بيلسي )
المضاعفات :
تتضمن مضاعفات الجزر المعدي المريئي تضيق المري ( التضيق الهضمي ) ، وقرحة المري ، ومري باريت Barrett ، والاستنشاق الرئوي ، والزف الهضمي العلوي .
المصدر: بوابة الصحه
أضف تعليقاً