قد يشعر بالمشاعر الإيجابية والسلبية الناتجة عن تعاقب الفصول خلال السنة ما يقدر بنحو 1 من كل 5 أشخاص يمتلكون عواطف جياشة؛ فهم حساسون للغاية ويتأثرون بالمشاعر قبل غيرهم، وهو عكس طبيعة غالبية السكان في عالمنا المثقف؛ إذ يقوم الشخص المتعاطف بتنقية العالم من خلال حدسه.
يتماهى مزاج الأشخاص المتعاطفين تماهياً كبيراً مع مزاج الآخرين الجيد والسيئ منه؛ إذ يشعرون بكل شيء، وفي بعض الأحيان إلى أقصى الحدود؛ فهم يتقبلون المشاعر السلبية، مثل الغضب أو القلق، وهذا أمر مرهق، وأمَّا إذا كانت تلك المشاعر إيجابية وتعبر عن الحب والسلام فتتقبلها أجسادهم وتزدهر بها، ولأنَّ استجاباتهم عالية لمشاعر غيرهم؛ فيمكن لوجودهم حول الناس أن يستنزف طاقتهم العاطفية؛ لذلك يحتاجون باستمرار إلى وقت يقضونه وحدهم لإعادة شحن طاقتهم، وحتى الاختفاء بعض الوقت يمكن أن يخفف العبء العاطفي عنهم.
لكن يستطيع المتعاطفون ألَّا يمتصوا السلبية كلها في العالم ويتجنبوا الإرهاق بمجرد أن يتعلموا كيف يركزون على أنفسهم؛ إذ يمكن أن تؤدي المبادرة لاتباع استراتيجيات مناسبة إلى ضبط حساسيتهم.
تتضمن الاستراتيجية الهامة ملاحظة استجاباتهم للتغيرات الموسمية التي تربطهم بإيقاعات أجسادهم والأرض؛ إذ إنَّ التواصل مع هذا الترابط ينعشنا جميعاً؛ ممَّا يسمح لنا باستعادة ذواتنا الأصيلة؛ لذا دع هذه الدورات والإيقاعات الموسمية تمنحك التركيز والإلهام.
1. الخريف:
نحن ننتقل من الصيف إلى الخريف عندما تعبر الشمس خط الاستواء؛ إذ يكون طول الليل والنهار متساويين تقريباً (Equinox)، وهذا هو الوقت المثالي للتأمل بهدف التوازن؛ فعندما تصبح الأيام أشد برودة وأكثر ظلاماً تتوقف أوراق الأشجار الخضراء عن إنتاج اليخضور (chlorophyll)؛ ممَّا يؤدي إلى شحوبها وتعفنها؛ فالخريف هو وقت قطف ثمار التغيير والتخلي، وقد حان الوقت لجني ما زرعته، وجني ثمار عملك.
حاول خلال تدوينك ليومياتك، أو خلال ممارسة التأمل أن تفكر بما يأتي:
ما هي الفوائد التي نتجت عن عملي الشاق؟ وما هي المجالات التي تنطوي على النجاح والتي أود أن أتوسع فيها أكثر؟ وكيف أرغب في تعميق علاقاتي؟ وكيف أصبحت شخصاً عاطفياً؟
كن ممتناً لتقدمك وافتح ذراعيك وقلبك لاستمرار الوفرة، وضع في حسبانك كيف يمكنك إنهاء الأعمال غير المكتملة والدخول في الربع الأخير من العام بعقل جديد وتفاؤل.
شاهد بالفديو: 10 نصائح للحصول على الراحة النفسية
2. الشتاء:
يمثِّل الانقلاب الشتوي بداية فصل الشتاء، إنَّها أحلك نقطة في العام عندما تميل الأرض بعيداً عن الشمس، ومع تقدُّم الأيام مرة أخرى، يبدأ الصعود التدريجي للضوء، ويعد الشتاء فصلاً مثيراً؛ لأنَّه يأخذك إلى أعماقك، ويدعوك إلى معالجة الجانب المظلم فيك ومن ذلك المخاوف والشكوك الذاتية.
من خلال التدوين أو التأمل حاول أن تفكر في الدروس التي تعلمتها من ذلك:
فهل وجدت الأمل في أثناء الاكتئاب؟ وهل كنت لطيفاً مع نفسك عندما شعرت بالقلق؟ وهل رفضت علاقة مؤذية؟
أكِّد شجاعتك في مواجهة ذلك الجانب المظلم والتقدم الذي أحرزته، وحدد نيتك لممارسة الرعاية الذاتية من خلال عدم إرهاق نفسك، والتزم بالاسترخاء أكثر مع انتهاء العام، وحاول أن توفر بعض الوقت غير المنظم للتأمل الذاتي وتجديد شبابك.
3. الربيع:
مع الاعتدال الربيعي يتساوى طول النهار والليل مرة أخرى، ويمكنك اعتماد هذا التوازن الكوني؛ لتعزيز توازنك العاطفي والروحي والجسدي؛ إذ يرتبط الربيع بالولادة الجديدة؛ لذا حاول أن تجلس بهدوء، وتستشعر أنَّ الأرض على وشك أن تنبض بالحياة، إنَّه لمن الممتع الترحيب بالبوادر الأولى للنمو الجديد في العالم الطبيعي وداخل نفسك.
حاول أن تفكر من خلال تدوين يومياتك، أو في أثناء التأمل بالأمور الآتية:
ما هي أفكارك القديمة التي لم تعد تخدمك، وهل أنت مستعد للتخلص منها؟ وما هي الاحتمالات الجديدة التي ستظهر أمامك؟ وكيف ستتلقى وعوداً جديدة مع كل يوم جديد؟
انفتح على قدوم الربيع والتجربة المذهلة للضوء الجديد المنبثق.
4. الصيف:
الانقلاب الصيفي هو أطول يوم في السنة عندما يكون الضوء في ذروته؛ إذ يمكنك التركيز خلال هذه الفترة على انبعاث نورك الداخلي أيضاً، اشعر ببنيتك القوية، وامتلك قوتك واشعر كيف تبدو طبيعية وجيدة.
في أثناء تأملك أو تدوينك ليومياتك، فكر في معنى القوة؛ إذ يمكن أن يكون:
التحدث عن احتياجاتك، أو أن تكون أنت نفسك على أفضل حال، أو أن ترفض مصاصي الطاقة، أو التعبير عن إبداعك، أو البدء في المشروع الذي كنت متحمساً له، أو أن تخبر شريكك عن مدى حبك له.
لا تتراجع، وافتح قلبك، واشعر بطاقتك، وتواصل مع قوتك الروحية.
في الختام:
إنَّ كيفية الاستفادة من الإيقاعات الموسمية لتقبُّل قدراتك التعاطفية وحدسك مواهب يجب الاعتزاز بها.
أضف تعليقاً