لكننا عندما نرجع إلى بعض من أولو هذا الأمر الاهتمام على سبيل الافتراض نجد بعضهم – إن لم يكن الكثير - بعيدين كل البعد عن تحقيق جوانبه ، أقصد أولئك الذين تسموا به وأصبح يشار إليهم ولو بإحسان الظن على أنهم فرسان أحلامه .
فتربية الفرد لا تكون بحبسه في مكان معين ثم إعطائه جرعات معينة ومتعددة من معارف متنوعة ، ولا تكون بتركه يسرح و يمرح تحت مظلة " الديموقراطية " ، " وعدم سلب حقوق الرأي " ، و" السماحة في التعامل " ، وإنما الأمر أبعد من ذلك .
إن تهذيب سلوك الفرد ، والتأكد من ذلك على مختلف الأزمان - بعيدةً كانت أو قريبةً ، وسواءً كان ذلك الفرد منحرفاً فتغير سلوكه أو كان ناشئاً فتأصل فيه ذلك التهذيب - هو المطلب الحقيقيّ ويضاف إليه ما يتعلمه ذلك المهذّب من العلوم التي استقاها . ولقد شهدت الأمة في هذه الأزمنة الكثير من المتعلمين الحاصلين على الشهادات الوصفية لما تعلموا بل والمتسببة في أن يتبوأ بعضهم المراكز والمناصب العالية ؛ فإذا فتشت فيهم وسألت عن حالهم مع ربهم – جل جلاله – ومع دينهم وجدتهم مقلين – إن لم يكونوا أصفاراً محسوبة على الأمة – وقد تجد بعضهم مستأمناً على عقول الأجيال والبعض الأخر على أجساد النساء والرجال ، وتجد آخرين قد تمنطقوا في المقال وأصبح يُصفق لهم حتى من الأطفــال ؛ وما هم إلا مزتزقة يقتنصون الأموال . فإذا قلت لي الهداية من الله ؛ قلت لك نعم ولكن هذا يحتاج إلى عمل بالأسباب وإلى تربية سليمة قبل إعطاء المعارف ، وإلى غرس للعقيدة الصحيحة منذ الصغر حتى يخرج لنا من نعول عليهم الكثير بعد الله – عز وجل – في جميع التخصصات والمجالات ، ويخرج عندئذ من يربي أجيالاً آخرين . لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم المعلم والمربي والمجاهد والإمام ولم يكن يغفل أي جانب من جوانب تنمية العقول .
المصدر: البرمجه اللغوية العصبية
أضف تعليقاً