ودعت الدراسة الآباء والأمهات إلى توخي الحذر في تربية أبنائهم فكثرة الضرب يؤدي إلى نتائج يمكن الاستغناء عنها إذا استخدم كل من الأب والأم مايسمى بالعقاب البديل والذي يتلخص فيحرمان الطفل مما يحبه بدلا من الإيذاء البدني الذي يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية.
وقد رصدت »الأيام« الدراسة واستعرضت الآراء حول ضرب الآباء للأبناء وتأثير ذلك على صحتهم النفسية وفي أي الحالات يكون الضرب وسيلة للتأديب، بل وأينوع من الضرب هو المقصود ويمكن أن يؤتى بالنتائج المرجوة منه وذلك من خلال معرفة آراء الآباء والأمهات والأبناء.
الضرب يربّي الخوف
تقول »نهى السيد« طالبة بكلية الحقوق الضرب ليس وسيلة سليمة للتربية فأنا أحب أن يتفاهم والدي معي بدلا من أن يضربني ويربي عندي الخوف منه والكره فدائما أحب أن أسمعه وأنصت إليه وأفوز برضاه بدلا من الهروب منه وتفادي لقائه خوفا منه وأتمنى أني بحث كل أب عن وسائل أخرى للعقاب بدلا من الضرب.
الحالة مكملتان لبعض
أما كوثر محمد طالبة في الثانويه السنة الثالثة فتقول أبي وأمي يصران على معاقبتي بشدة وإهانتي بشتى الطرق حتى ولو تأخرت خمس دقائق عن ميعادي وليس ليإلا عمة تعد بالنسبة لي الصدر الحنون وألجأ إليها دائما واعتبرها عوضا ليعن حنان أمي وأبي الذي افتقده بسبب شدتهم معي وضربي دائما وكم كنت أتمنى أن يتعاملا معي بصورة أكثر محبة وتفهم ولكنى عرفت فيما بعد من عمتي إن أبي كان يتعرض للضرب بشدة من جدي وأن شدة أميترجع إلى عقاب أبيالشديد لها الذيقديصل لحد الضرب أحيانا،وأنا لا أحب الضرب لأنه وسيلة مرفوضة وتترك آثاراً نفسية سيئة على الأبناء وأنا واحدة من هؤلاء الأبناء ونفسيلا أرث هذه الصفة من والديحتى لايتعرض أولاديلمثل ما أتعرض له.
إذا كبر خاوه
ويؤكد سلمان علي طالب بكلية الآداب قائلاً أنا مثلي مثل الجميع لا أحب الإهانة وأعتقد أن الضرب يعتبر اسوأ أنواع الإهانة التي نتعرض لها من الآباء وكأنه انتهاك لحقوق أدميتنا فالضرب إهدار للكرامة ولا حياة بعدها بل سيكون الضرب عذاب للنفس الإنسانية، فأنا أعترض لأن والدي رحمة الله عليه كان يعتبر العصا أداة للتربية وقد أدركت وتعلمت أنها أداة لتربية نشء جبان وأداة فعالة لقمع النفس البشرية حيث تولد لدينا نوع من الانتقام وأنا لا أريد أن أكون بهذه الصورة لذلك لا للضرب وأدعو الآباء إلى التفاهم واتباع لغة الحوار مع أبنائهم وكما يقولون في المثل الشعبي (إن كبر ابنك خاوه) أياجعله صديقك.
السلحفاة تربي أبناءها بالنظرة
وتقول هدى عبدالله موظفة بأحد البنوك وأم لثلاثة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، تربية الأولاد مسئولية كبيرة وتحتاج إلى يقظة من الأب والأم وبالنسبة ليأنا أحب أن أربي أولادي بلا ضرب ولكن على التفاهم والتحاور والإقناع ويرون فيذلك احتراماً لعقلهم واهتماماً بهم بصورة عملية وقد تعلموا ذلك منذ الصغر ولكن لا أخف يعليك أن هناك تصرفات تغيظ وتشعل غيظي وتدفعني لعقابهم بصورة غير إنسانية ولكن الحمد لله أتدارك الأمر واضطر للابتعاد عن مواجهتهم بتصرفاتهم المرفوضة حتى أعطى لنفسي فرصة للتفكير بأسلوب متحضر ولا ألوم زوجي عندما يفقد أعصابه في التعامل معهم لأن خوفه عليهم يجعله حريصاً كل الحرص على مصلحتهم ومتابعة كل شئونهم وعندما أحس بأنه في طريقه لاستخدام الضرب أتدخل بسرعة وأحاول أن أؤجل حوارهم حتى يهدأ ويتفادى ضربهم، وأحمد الله كثيرا أن أولادي يسمعون الكلام ويأملون فيكسب وديوود أبيهم وبالتالي فلا يتعرضون لأي نوع من التأديب والتهذيب، وصدقني يكفي نظرة مني أو من زوجي لتأنيب أولادي على أي سلوك غير مسئول وقد كانت أميدائما تقول أن السلحفاء تربي أولادها بالنظرة وليس بالضرب أو الإهانة ويسمعون كلامها وينفذون تعليماتها بمجرد نظرة واعتقد أن الإنسان أرقى مخلوقات الله قد أعطانا العقل لتربية أولادنا دون إهانة أو ضرب.
بالتخطيط أنفذ ما تربيت عليه
وتقول رباب حسن ربة منزل ولها توأم وفتاة في مقتبل العمر: الحب أكبر معلم للأولاد فإذا تعلم الأبناء كي فيحافظون على المبادئ والقيم بالحب وبالحوار أعتقد أنهم لن يحتاجون إلى الضرب والتأنيب المستمر والذي يؤثر في نفوسهم طول العمر، وتضيف أنا أربي أولاد يبهذه الطريقة ولا ألجأ لضربهم أو أدفع زوجي لضربهم كما تفعل بعض الأمهات وأصعب عقاب فينظريأن أوبخهم بالكلام وكنت أضربهم ضربا خفيفا فيالصغر وأعاقبهم بعدم شراء مايحبونه من حلوى، ومن هنا تربى عندهم على ما اعتقد المحافظة على مشاعري وتجنب غضبي بأي صورة ومحاولة كسب رضايمهما كلفه الأمر حتى ولو حرمه ذلك من اللعب خوف إجلال لا خوف مكروه وقد عاملني أبي وأمي هكذا واعتقد أنني بلا تخطيط أنفذ ما تربيت عليه وأعتقد أيضا انهم سينفذون بإذن الله نفس الطريقة مع أولادهم.
وسيلة للتأديب والتهذيب
أما رائد السيد يعول أسرة مكونة من أربعة أفراديقول: لقد تعلمنا في القانون أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته لذلك أنا لا أعاقب أولادي حتى يتضح ليأنهم أخطأوا وهذا الخطأيعيبني في المقام الأول لأنني لم أعلمهم كيف يتفادون هذا الخطأ، ويضيف: منذ الصغر كان أبي يضربني عندما أفعل شيئاًخطأً وخاصة عندما كنت أخطيء فيقراءة القرآن لذلك أنا أؤمن بأن الضرب هو وسيلة للتأديب والتهذيب للأطفال لأن السياسة قد تساهم بصورة أو أخرى في انحرافهم وإذا علمتهم شيئا ولم يقوموا بفعله أترك لهم الفرصة لتصحيحه ثلاث مرات وبعدها لابد من التدخل الحاسم وألقنهم عقابا حتى يصلحوا ما أفسدوه أويتعلموا جيدا خطأهم.
المصدر: بوابة المرأة
أضف تعليقاً