اليوم العالمي للإبداع والابتكار والذي يصادف 21 من شهر أبريل من كل عام، يمثل فرصة للاحتفاء بالقدرات الإبداعية البشرية ولتشجيع الابتكار في كل المجالات، سواء كانت التكنولوجية، أم الاجتماعية، أم الثقافية، أم الاقتصادية، فهو يشجع على تبني أساليب جديدة للتفكير وتحفيز الابتكار في توليد الحلول للتحديات التي تواجه العالم بأكمله، فهو بمنزلة دعوة لكل فرد يحمل شغفاً بالتغيير والتطور، أن يسهم بجهده وإبداعه في بناء مستقبل يفخر به الجميع.
مفهوم الإبداع والابتكار:
لا يوجد مفهوم واحد متفق عليه لكل من الإبداع والابتكار، لكن يمكن القول إنَّ (الإبداع) يشير إلى القدرة على إنتاج أفكار جديدة أو غير تقليدية، فقد يكون الإبداع عملية شاملة تشمل تحليلاً وتركيباً لأفكار مختلفة لإنتاج شيء جديد، وهو موجود في مختلف المجالات.
يشير (الابتكار) إلى تطبيق الإبداع لإنشاء قيمة جديدة، سواء كان ذلك من خلال منتج جديد أم خدمة أم عملية جديدة، فالابتكار يتطلب التفكير الإبداعي في كيفية استخدام الأفكار الجديدة لحل المشكلات أو تلبية الاحتياجات.
يتفاعل الإبداع والابتكار معاً لإحداث التغيير والنتائج ملموسة، فيتمثل الإبداع في إنتاج الأفكار الجديدة، بينما يستخدم الابتكار هذه الأفكار لتحقيق تغييرات وتحسينات في العالم الحقيقي، فهما يتكاملان بشكل وثيق ويمثلان محركاً أساسياً للتطور والتقدم في مختلف المجالات.
الهدف من اليوم العالمي للابتكار والإبداع:
يُعَد اليوم العالمي للابتكار والإبداع، الذي يُحتفى به في 21 من شهر أبريل من كل عام، مناسبةً هامةً لتسليط الضوء على دور الابتكار والإبداع في تعزيز التنمية البشرية وتحقيق الاستدامة، فيهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي بأهمية الإبداع في إنتاج أفكار ومنتجات جديدة، وكذلك بدور الابتكار في تطوير وتحسين الأفكار والمنتجات القائمة.
يُشجع في هذا اليوم المواطنين على مستوى العالم على استخدام إبداعهم ومهاراتهم لتوليد أفكار جديدة وتحفيز الابتكار في العديد من المجالات، سواء كانت في العلوم، أم التكنولوجيا، أم الفن، أم الأعمال التجارية.
إضافة إلى ذلك، يحث اليوم العالمي للابتكار والإبداع الحكومات والمنظمات والمجتمعات على استغلال المهارات والإمكانات الإبداعية لتحقيق التنمية المستدامة التي تحمي البيئة وتعزز جودة الحياة على كوكبنا.
تاريخ اليوم العالمي للإبداع والابتكار:
أُسِّس اليوم العالمي للإبداع والابتكار لتوجيه الضوء نحو الإمكانات الداخلية للأفراد وإلهامهم على اكتشاف مواهبهم الفريدة، وتاريخ هذا اليوم يعود إلى عام 2002 عندما أسسته المتخصصة في مجال الإبداع (مارسي سيغال).
جاء اختيار هذا التاريخ للاحتفال بعيد ميلاد الفنان الشهير ليوناردو دافينشي، الذي يعد رمزاً للابتكار والعبقرية الإنسانية، يصادف يوم ميلاد دافينشي 15 من شهر أبريل، واختِيرَت الفترة من 15 إلى 21 أبريل لتكون جزءاً من "أسبوع الإبداع والابتكار العالمي"، فتشكل هذه الفترة فترة للاحتفال بالإبداع في مختلف جوانب الحياة.
يهدف اليوم العالمي للإبداع والابتكار إلى تشجيع الناس على استخدام إبداعهم في تطوير أفكار جديدة وتحفيز الابتكار في مختلف المجالات، سواء في العلوم، أم الفنون، أم التكنولوجيا، أم الأعمال التجارية، ومنذ تأسيسه في عام 2002، أصبح اليوم العالمي للإبداع والابتكار جزءاً من مبادرة الأمم المتحدة لتحويل عالمنا وتحقيق التنمية المستدامة.
في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في تاريخ 27 أبريل (نيسان ) من عام 2017 أُعلِن عن عدِّ يوم 21 من شهر أبريل اليوم العالمي للإبداع والابتكار، وقد احتُفِل به لأول مرة في عام 2018.
شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك
الاحتفال باليوم العالمي للإبداع والابتكار:
يمثل اليوم العالمي للإبداع والابتكار فرصة هامة لإحداث تحولات إيجابية وتغييرات ملموسة في العالم، إذا استُغِلَّ هذا اليوم بشكل صحيح، فإنَّه يمكن أن يكون بداية لمسار جديد تماماً يقود العالم نحو التقدم والتحسين.
يمكن أن يتيح اليوم العالمي للإبداع والابتكار الفرصة للأفراد والمجتمعات للاستفادة من إمكاناتهم ومهاراتهم الإبداعية لتوليد حلول جديدة للتحديات العالمية المعقدة، يمكن أن تشجع الفعاليات المختلفة المنظمة في هذا اليوم على تبادل الأفكار والتعاون بين الأفراد والمؤسسات لتطوير حلول مبتكرة وفعالة، وإليك بعض الأفكار التي يمكنك تنفيذها للمشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للإبداع والابتكار:
1. البحث عن الفعاليات المحلية أو العالمية:
ابحث عن الفعاليات والفعاليات المقامة في منطقتك أو عبر الإنترنت بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار، فيمكنك الانضمام إلى هذه الفعاليات والمشاركة في النقاشات وورش العمل والفعاليات الأخرى التي تقام، فيمكنك التفاعل مع الأفكار الجديدة والتعرف إلى أشخاص ملهمين، وتعد هذه الخطوة فرصة ممتازة لتوسيع دائرة معارفك وتبادل الأفكار والخبرات مع الآخرين وتعلم كل جديد.
2. تنظيم فعالية خاصة:
إذا كنت تمتلك القدرة على ذلك، يمكنك تنظيم فعالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للإبداع والابتكار في مدرستك أو مكتبك أو مجتمعك المحلي، ويمكن أن تشمل هذه الفعالية نقاشات، أو ورش عمل، أو معارض، أو أي نشاط يساعد على تعزيز الإبداع والابتكار.
3. المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي:
انشر مشاركات ومنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تعبر عن دعمك وتفاعلك مع اليوم العالمي للإبداع والابتكار، فيمكنك استخدام وسم (هاشتاغ) خاص بالحدث، ومشاركة أفكارك وتجاربك في مجال الإبداع والابتكار.
4. التفكير في تحسين الأشياء التي تقوم بها يومياً:
يمكنك البدء من حياتك الشخصية والمهنية، فكر في كيفية تحسين النشاطات والعمليات التي تقوم بها يومياً وبكيفية جعلها أفضل، مثلاً، إذا كنت تعمل في مجال معين، فكر في طرائق لتحسين العمليات أو تطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل وبالشكل الذي يحقق الاستدامة، أو فكر في حياتك الشخصية، وكيفية تحسين منظومة الإدارة الزمنية الخاصة بك، أو ابتكار طرائق جديدة لزيادة إنتاجيتك، فابحث عن الطرائق التي تساعدك على التخلص من كل ما قد يزعجك ويقف عائقاً في إبداعك.
5. تحفيز الآخرين على المشاركة:
شجع الآخرين في محيطك على المشاركة في الفعاليات المرتبطة باليوم العالمي للإبداع والابتكار، وشارك معهم الفعاليات التي تخطط لها أو ادعوهم للانضمام إليك في فعالياتك الخاصة.
6. اختبار تجارب جديدة أو ابتكار شيء ما جديد:
يمكن المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للإبداع والابتكار من خلال اختبار تجارب جديدة، أي تجربة أفكار ومشاريع جديدة، والتفكير خارج الصندوق، واستكشاف طرائق جديدة للتعلم والتطوير.
يمكن أن يكون ذلك عبر تجربة نشاطات إبداعية مختلفة، مثل التصميم، أو البرمجة، أو الكتابة، أو الرسم، أو حتى تجارب اجتماعية وثقافية مثل حضور ندوات شعرية أو اتباع دورة لفن الطبخ، هذا يمكن أن يساعد على توسيع آفاقك وتطوير مهاراتك واكتشاف قدراتك الإبداعية التي يمكن أن تكون نقطة البداية لحركة التغيير في المجتمع وربما العالم.
7. تطوير الأفكار:
تطوير تطبيقات تكنولوجية جديدة، ابتكار منتجات بيئية صديقة، تطوير برامج تعليمية، إطلاق حملات توعية اجتماعية أو أي أفكار أخرى يمكنك العمل عليها، أو يمكنك البدء بتسجيل ملاحظاتك عن الأشياء التي ترغب في تطويرها وتكون نقطة البداية لك.
8. تغيير نظرتك للعالم المحيط بك:
يأتي الإبداع والإلهام من القيام بالأشياء بشكل مختلف قليلاً عن المعتاد، مثلاً جرب الجلوس في مكان مختلف عن المكان المعتاد، ومارس رياضة جديدة، أو اجلس مع أشخاص جدد، فالتغيير يقود للإبداع.
9. زيارة المعارض الفنية:
زيارة المتاحف والمعارض الفنية للرسم أو النحت، أو حضور ندوات أدبية أو شعرية، جميعها يمكن أن تمنحك الإلهام وتزيد من فهمك وتفتح المجال أمامك لبدء التغيير.
10. مشاركة أفكارك المبتكرة:
يمكنك تقديم أفكارك الجديدة والمبتكرة، فيؤدي ذلك إلى تطوير حلول جديدة للتحديات المختلفة، مثلاً إذا كانت لديك فكرة لتطوير بلدتك أو فكرة جديدة لتنفيذ العمل الذي تقوم به في شركة ما أو لديك فكرة لتحسين حياة أحد ما، فلا تتردد في البوح بها.
11. التشجيع على الابتكار:
شجع الأفراد المحيطين بك على الإبداع والابتكار وساعدهم على التعرف إلى الفعاليات والنشاطات المتعلقة باليوم العالمي للإبداع والابتكار، والتي تساهم في توسيع الأفكار وتجربة التقنيات الجديدة وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات العالمية، فالجميع يجب أن يكونوا شركاء في الإبداع والابتكار.
في الختام:
يشكل اليوم العالمي للإبداع والابتكار مناسبة هامة للتأمل في دور الإبداع والابتكار في تحقيق التقدم والتغيير في مختلف المجالات؛ إنَّه يوم يتيح لنا الفرصة للاحتفال بالأفكار الجديدة والمبتكرة، وتشجيع الابتكار وتعزيز ثقافة الإبداع في المجتمعات حول العالم، ومن خلال المشاركة في الفعاليات والنشاطات المتعلقة بهذا اليوم، يمكننا أن نساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، فالإبداع والابتكار هما القوة الدافعة للتغيير والتطور.
أضف تعليقاً