يجب الانتباه للتهوية التنفسية وتأمينها حالاً ، كما يجب إيقاف النزف الجهازي . ويجب نقل المصاب بما أمكن من السرعة إلى مستشفى تتأمن فيه وسائل الإسعاف لا إلى أقرب مستشفى لا توجد فيه تسهيلات الإسعاف اللازمة . الأفيونيات ممنوعة . ويجب تقييم العاملين في غرفة الإسعاف فقد يكون بعض الطبابيين المدربين ( ممرض ومساعديه ) أمهر في تدبير هذه المرحلة من طبيب غير مدرب أو نصف مدرب .
وفي غرفة الإسعاف يجب تنبيب رغامى المسبوت ووضعه على أكسجين بنسبة 30 - 100% سواء على المنفسة أو دونها حسب الظروف ويجب وضع إبرة واسعة في الوريد لسحب الدم اللازم للفحوص المخبرية ولإعطاء المصول والدم لمعالجة النزف أو الصدمة . وليس التجفاف مزية إذ كان يظن أن من الأفضل التقليل من إعطاء السوائل للمريض ولكن يجب الانتباه بالخاصة لمنع حدوث نقص في صوديوم الدم أو زيادة في سكر الدم .
وإذا حدثت نوب صرعية فيجب معالجتها بسرعة بجرعات كاملة من الديازبام والفينتوئين في الوريد. وفي هذه الأثناء يجب أن تتمم الفحوص العصبية والجهازية الإسعافية . وأن تجرى للمرضوض الفحوص الشعاعية الضرورية ولا سيما التصوير الطبقي المحسب للدما غ . أما تقرير معالجة الآفات الجهازية قبل إفراغ الكتل الدموية داخل القحف أو بالعكس فالأفضل أن يترك للاختصاصين الثقات في معالجة الرضوض .
التدبر في المستشفى:
يجب أن يعالج المصابون برضوض الرأس الشديدة في غرفة العناية المشددة الحاوية على تسهيلات منطرة الوظائف الحياتية . تجب منطرة مستوى الوعي وحالة العينين العصبية والاستجابة الحركية كل 30 - 60 دقيقة في الحالات غير المستقرة ، بحيث يمكن إجراء اللازم بسرعة إذا حدثت مضاعفات .
وتجب مراقبة غازات الدم الشرياني والكهارل عن كثب . ومعظم المصابين برض الدماغ يرشفون محتوى معدهم أو يعانون من وذمة الرئة العصبية المنشأ ولذا توصف لهم الصادات بعد زرع القشع . . والستيرويدات القشرية من الموانع لأنها تضاد المناعة وقد تسيء للنسج المرضوضة . وما لم تكن هناك مضاعفات نوعية يجب أن تتركز العناية الطبية في رضوض الرأس على الحفاظ على توازن فيزيولوجي جيد والسماح لدماغ المريض ونسجه للتماثل للشفاء ولتستعيد قدراتها تلقائياً .
تنشأ بعض المشاكل العامة في بعض المصابين برضوض الرأس المتوسطة أو الشديدة : فصعوبات التهوية تتطلب انتباهاً دائماً إلى سبل التنفس العليا ورضوض الصدر المشاركة ولالتهاب الرئة ووذمة الرئة وللخمج . وقد يترافق رض الكلية أو المثانة برضوض الرأس كما أن احتباس البول أو السلس يصيب تقريباً كل المرضى .
ويجب وضع قثطرة دائمة لكل المرضى فاقدي الوعي في المراحل الأولى مع زرع البول كل 48 ساعة . ويجب موازنة ما يعطى من السوائل مع الناتج من البول . وإذا لم يكن هناك قصور كلوي يجب أن يصل حجم البول إلى 1500 مل في اليوم على الأقل لتقليل الخمج والحصيات . ويجب منطرة كهارل المصل في نفس الوقت . وقد يتطلب إفراغ البراز جيداً لرحضة شرجية.
والألم شائع عندما يعود للمريض وعيه . فإذا كان شديداً فقد يتطلب الكودئين بالإضافة للمسكنات الخفيفة . ولا يجوز إعطاء الأفيونيات للمرضى الذين يتنفسون تلقائياً خشية حدوث نقص تهوية وبالتالي زيادة الضغط داخل القحف . ويعطى الديازبام للسيطرة على الهياج الخفيف ، والهالوبيريدول للسيطرة على الهياج الزائد . وفي الكحولين والمدمنين على الأدوية المركنة ، يمكن توقع حدوث هتر ارتعاشي أو نوب صرعية بسبب الامتناع ومكافحتهما بالبانزوديازبينات لدى أول علامة على الارتعاش .
تدبير المضاعفات:
ترافق وذمة الدماغ كل رضوض الرأس الشديدة تقريباً فتزيد في حجم كتلة المخ وتتدخل في دوران الدماغ وتهدد بإحداث انفتاق مركزي أو جانبي عبر الخيمة ( انظر الجدول 114 - 3 ) . وقد يحدث ورم دموي رضي حاد تحت الجافية أو فوق الجافية أو في متن الدماغ محدثاً آفات كتلية إضافية تشغل حيزاً داخل القحف كما تسبب تخريشاً لماحولها من النسج . وتعلن هذه النزوف عن نفسها بزيادة العجز العصبي في الوقت الدي ينتظر فيه أن يتحسن .
وتقيس بعض المراكز الضغط داخل القحف روتينياً في محاولة لكشف هذه المضاعفات ولتوجيه المعالجة . والتصوير بالكات أو المراي لا يقدر بثمن في كشف انحراف الجملة البطنية أو كشف الآفات ناقصة الكثافة التي تشير إلى وذمة أو إلى وجود أورام دموية وتقدر حجمها . وإذا لم تتوفر هذه الأجهزة فقد يكون تصوير الشرايين مفيداً .
وفي حالة وجود وذمة أو الاشتباه بوجودها يعطي محلول المانيتول 20% في الوريد بالإضافة لتطبيق فرط التهوية المنفعل لإنقاص حجم دم الدماغ كوسيلة إسعافية لخفض فرط التوتر داخل القحف وللتهيئة للجراحة . وقلائل جداً ممن يتطلبون مثل هذه المعالجة الجراحية الحادة يشفون شفاءً كافياً لعودتهم إلى المجتمع والعمل.
وحيثما لا يتوافر التصوير ( بالكات أو المراي ) يجب إجراء صورة شعاعية بسيطة للقحف . وليس لكسور القحف دلالة أكثر من أن رضاً شديداً قد حصل ، ولكن للكسور أيضاً مضاعفات محتملة تحتاج لعناية خاصة . فكسر العظم الصدغي عبر ثلم الشريان السحائي المتوسط قد يمزق الشريان السحائي المتوسط مؤدياً لورم دموي متأخر خارج الجافية في الحفرة الصدغية ، ويتسع هذا الورم الدموي تدريجياً ويحدث علامات عصبية تزداد سوءاً خلال 12 - 72 ساعة بعد الرنح ، فيبدو صداع وحيد الجانب يعقبه تململ وهياج أو ميل متزايد للنوم . وإذا لم يستأصل هذا الورم الدموي أدت هذه التغيرات في النهاية إلى انفتاق المحجن عبر الخيمة ومن ثم الموت .
وتؤدي كسور القاعدة لسيلان الـ س د ش من الأنف عبر الجبين الأنفيين أو من الأذن الوسطى مما قد يؤدي لالتهاب سحايا ثانوي . ويعالج بعض الثقاة سيلان الـ س د ش هنا بالصادات للوقاية من الخمج ريثما يتوقف تلقائياً أو يتم رتقه جراحياً . وكسور القحف المنخفضة تدفع بقطع من العظم إلى مستوى أخفض من مستوى العظام المحيطة به مما يزيد في خطر الصرع التايى للرض والأفضل معالجتها برفعها جراحياً .
يمكن أن تؤدي الكسور المفتوحة في القحف أو الصلب لأخماج جرثومية حادة في الحيز تحت الجافية أو في النسج الأعمق التهاب السحايا أو خراجة الدماغ . ويشتبه بالتشخيص من طبيعة الإصابة .
وشلول الأعصاب القحفية شائعة بعد رضوض الرأس والوجه ولا سيما عندما تصيب بنى العينين وأعصاب الوجه . وفقد الشم كثير الحدوث بانقطاع اللويفات الشمية وليس له علاج . وتدبير الرضوض الأخطر يتطلب غالباً تصنيع الوجه جراحياً .
وتنتج النواسير السباتية - الكهفية عن كسور قاعدة القحف التي تجرح الشريان السباتي داخل الجيب الكهفي ، كما يمكن أن تحدث تلقائياً أو بوجود أم دم كهفية أو في أمراض النسيج الضام .
وتتظاهر النواسير السباتية الكهفية بتكدم الحجاج وثبات العين والمها وبجحوظ نابض في جهة الناسور أو في الجهة المقابلة أحياناً . وقد ينقص البصر في أي من العينين مع زرق ثانوي وتمطط في العصب البصري : والمعالجة صعبة غالباً وتكون بربط الشريان أو بمحاولة سد الرشح الدموي جراحياً.
المصدر: بوابة الصحه
أضف تعليقاً