إن فكرة الدكتور التي طرحها تعمل لحل مشاكل متعلقة بعادات الإنسان في حياته اليومية، والتي تسبب له مشاكل صحية أو نفسية مثل التدخين أو تناول المأكولات المضرة بالصحة أو التفكير السلبي أو التشاؤم... وغيرها،
ومن منا لا يملك مجموعة من العادات الخاطئة ويود أن يتخلص منها، وهنا فن الخيال لا يساعدك على التخلص منها فحسب بل يمكِّنك من إبدالها بعادات سليمة مكانها, فالذي يريد الإقلاع عن التدخين مثلاً وهو يعلم يقيناً مضاره عليه وعلى المجتمع من حوله ينمِّي إرادة قوية للإقلاع عنه ثم يتخيل نفسه بعد فترة وجيزة وهو يمسك بالسيجارة ويستنشق غبارها ويفكر بالسرحان المصاحب لذلك فإن إرادته سرعان ما تنهار وتضعف أمام تلك الخيالات الساحرة..
وكذلك الحال مع من أراد الانضباط بنظام حمية لغذاء صحي بعيد عن السكريات والنشويات وإذا هو بعد أن عزم بدأ يتخاذل أمام خيالات الحلوى والصواني وروائح الطعام الدسم..
إذاً المهم هنا هو تعلم الخيال تعلم كيف تتخيل نفسك في الوضع السليم سواء في التصرف أو في التفكير أو في التعاملات وسوف تجد أمر التغير بعد ذلك سهل عليك مادمت قد غيرت برمجة عقلك من الداخل وحوّلت تخيلاتك وراحتك نحو الوضع السليم..
ولا يظن أحد أن أسلوب الخيال هذا هو أسلوب مستحدث. بل هو من صميم التربية الإسلامية لمعاني الأجر والثواب وعلم الغيبيات..
فقد رفع العلم الإسلامي من مستوى الخيال لدى المسلمين؛ فالمسلم منا يفعل الخير ويوقن بأن الأجر من عند الله وأنه يتضاعف ومنه ما يتضاعف إلى سبعين ضعف وهو لا يرى أي أرقام أو مؤشرات ترتفع وتزداد.. إنه علم الخيال المتأصل في التربية الإسلامية...
أخيراً إخوتي كل ما أردت أن أنوه عنه هو ما لهذه النعمة العظيمة من مميزات لا ينبغي تجاهلها.. ولعلنا نقتدي بنبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي ربى الصحابة الكرام على فن التخيل السامي في تصور الجنة والحوريات الحسان وما أعده الله لهم فيها، وقد سعوا رضي الله عنهم لإنماء ذلك الخيال فصوروا أنفسهم وهم يحاسبون أمام خالقهم، وأرخصوا حياتهم وأموالهم إزاء ما تيقنوا به من تخيل نعيم الجنة. نعم إنه الخيال السامي الذي شمل الحواس كلها
المصدر: عيون العرب ..
أضف تعليقاً