إن النجاح لا يكون في الأبناء إلا إذا كانت الأم ناجحة، ولهذا فلو تأمل معي القارئ درجات تفضيل الله للخلق، فقد فضل الله المسلمين على الكافرين، وفضل المؤمنين على المسلمين، وفضل الصالحين من المؤمنين، كما فضل الشهداء من المؤمنين على غيرهم، وفضل الصديقين من الشهداء، وفضل الأنبياء على الصديقين، ثم فضل الرسل على الأنبياء، ثم فضل أولو العزم وهم (محمد، وإبراهيم ونوح وعيسى وموسى - عليهم السلام -) عن بقية الرسل، ولو لاحظنا البيئة التربوية لثلاث من أفضل الناس على مستوى العالم والخلق، لرأينا أنهم ربتهم أمهات من غير آباء، مثل (نبينا محمد، وعيسى وموسى - عليهما السلام)، وهم من أولو العزم من الرسل، ولعل في ذلك تسلية ودعم معنوي للأسر المطلقة والمترملة ولكل أسرة من عائل واحد ليجتهدوا في التربية حتى يحققوا النجاح التربوي، أما أن يساهم الوالدان في تدمير ابنهما ويسعيان لذلك، كما حصل لأحد أبناء الأسر المطلقة، حيث عمل جاسوساً بين أبيه وأمه بعد طلاقهما، فيذهب لأبيه فيقول له: كلما أعطيتني معلومات عن أمك أعطيك مبلغاً من المال، وكذلك تقول له أمه، فكان يحصل شهرياً من والده ووالدته المطلقين على أكثر من ثلاثمائة دينار شهرياً، فكيف سيكون مستقبل هذا الابن الذي اشتغل جاسوساً بين والديه، ولسان حال كل واحد منها يقول: «أنا أدمر ابني بيدي من أجل مصلحتي»، فلا تستخدموا أبناءكم دروعاً بشرية والجزاء من جنس العمل.
بقلم: د. جاسم المطوع
موقع الأسرة السعيدة
أضف تعليقاً