ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن كاتبة تُدعى "كريستين" (Christine)، وتشرح لنا فيه أهمية اتخاذ القرارات دون تفكيرٍ مليٍّ.
هل تشعر أيضاً بهذا عندما تحتاجُ إلى اتخاذ قرارات كبيرة؟
دعني أخبرك أنَّني غيرت وجهة نظري بالكامل، فأظن أنَّ كثرة المعلومات وتعدد الخيارات قد تكون نقطةً سلبيةً في بعض الأحيان، وغالباً لن تؤدي إلى اتخاذ إجراءات حقيقية؛ بل إلى الشلل الكامل.
لكن ما معنى هذا؟
قبل بضع سنوات، طُلب مني التحدث على شاشة التلفاز الوطني عن الحشرات بوصفها مصدراً مستقبلياً وثابتاً للبروتين، لقد تحمست كثيراً للوهلة الأولى؛ لكنَّني شعرتُ بعدها بالخوف والارتباك.
بدأت أسأل نفسي: ماذا لو لم أستطع الإجابة عن جميع أسئلتهم؟ أو ماذا لو أحدث البرنامج صخباً كبيراً لا يمكنني التعامل معه؟ وما إلى ذلك؛ لذلك أخبرت المنتجين أنَّني بحاجة إلى بضعة أيام للتفكير في الأمر، وإجراء مزيدٍ من الأبحاث في هذا المجال والنظر في الإيجابيات والسلبيات.
ربما يمكنك تخمين ما حدث بعد ذلك؛ فعندما عدت إليهم بعد أيام عدة لأخبرهم أنَّني مستعدة، كانوا قد غيروا رأيهم، وقرروا رواية قصتهم من زاوية مختلفة؛ ومن ثَمَّ لم يعودوا بحاجةٍ إلي.
شعرت بخيبة أمل وغضبت من نفسي بشدة، وقررت أنَّني من ذلك اليوم، لن أرفض أي فرصةٍ رائعة أحظى بها، لمجرد أنَّني أحتاج إلى بعض الوقت، ولقد مررت بتجارب عديدة أخرى، ويمكنني القول إنَّني حققت أكبر نجاحٍ في مشاريعي وأعمالي عندما ألقيت بنفسي في وجه التحدي، وعندما أجريت بعض الأبحاث؛ لكنَّني بشكل أساسي اتبعتُ حدسي وفورة حماستي، ووثقت في أنَّني سأجد حلاً في نهاية الأمر.
في الوقت الحاضر، توجد خيارات كثيرة يمكنك الاختيار بينها، وإنَّني بصراحةٍ لا أظن أنَّ امتلاك مزيدٍ من الخيارات سوف يجعلنا أكثر سعادةً أو نجاحاً؛ بل على النقيض من ذلك، إنَّ الخيارات المتعددة سوف تجعلنا نتساءل دائماً عن صحة الخيارات التي لم نخترها.
إنَّنا أيضاً نضغط أنفسنا كثيراً؛ لأنَّنا يجب أن نكون قادرين على اختيار خيار مثالي تماماً؛ وذلك لوجود خيارات عدة.
شاهد بالفيديو: 7 طرق لتحسين مهارة اتخاذ القرار
لا يوجد شيء مثالي على الإطلاق:
نتيجة لذلك، لا نشعر بسعادةٍ حقيقية بالخيار الذي اخترناه؛ لأنَّه لا يوجد شيء مثالي على الإطلاق، وكذلك في أحيان كثيرة لا نفعل شيئاً؛ لأنَّ الخوف من اختيار الخيار الخطأ يسبب لنا شللاً تاماً.
أُؤمن بشدةٍ أنَّ القيام بشيءٍ ما في الحياة هو دائماً أفضل من عدم القيام بأي شيء؛ لأنَّك ستتعلم دائماً شيئاً عن نفسك أو عن العالم حولك، حتى لو لم يكن ما تقوم به مثالياً، وحتى لو لم يدم إلى الأبد.
لقد ولَّت أيام العمل مدى الحياة في مهنةٍ واحدة؛ لذلك لا تظن أبداً أنَّك مجبر على الالتزام بالقرارات المهنية التي اتخذتها يوماً، فإنَّك لا تعرف أبداً ما الذي ستفعله بعد 3 إلى 5 سنوات، وعليك أن تتحمس بشدةٍ لهذه الفكرة، ربما ستبقى في المهنة التي تعمل فيها حالياً، وربما ستفعل شيئاً مختلفاً تماماً.
أليس هذا هو ما يجعل الحياة ممتعةً، ويخلق القصص والذكريات التي تستحق أن تذكرها طوال حياتنا؟
في الختام:
إذا كنت في نقطة تحوُّلٍ كبير في حياتك، على سبيل المثال إذا سئمت من وظيفتك، أو تمت إقالتك منها، فإنَّ نصيحتي هي أن تفكر في الخيارات التي تروق لك، حتى لو لم تتناسب مع سيرتك الذاتية، ولا تقلق بشأن "الاختيار الخاطئ"؛ لأنَّه لا يوجد شيء من هذا القبيل.
عندما تختار الخيار الخاطئ، فإنَّك ستتعلَّم كثيراً عن نفسك وعن نقاط قوتك والأشياء التي تحبها، أكثر مما سوف تتعلمه عندما تختار الخيار الآمن فقط، فإذا فشلت المحاولة الأولى، فإنَّ ما تعلمته للتو سيجعل خطوتك الآتية أفضل بكثير.
أضف تعليقاً