وما هي أبرز الإجراءات الصحية التي يتخذها الطبيب، فإذا كنت من المهتمين بالأمر ما عليك إلا أن تُتابع معنا.
معالجة الناسور عن طريق إجراء تغييرات في نظام حياتنا:
لا بدَّ لنا لعلاج الناسور من أن نتبع نظاماً يومياً صحياً؛ لذلك سنذكر أهم الإجراءات للوصول إلى ذلك النظام:
1. اتباع نظام غذائي متوازن:
إنَّ عدم الاعتناء بنظامك الغذائي سيبقي أي وظيفة للمعدة والجهاز الهضمي في مأزق، ببساطة تجنَّب الأطعمة الغنية بالتوابل والوجبات السريعة والأطعمة الدهنية، سيمنحك ذلك جهازاً هضمياً أكثر صحة وأقل عرضة للأخطار، وتناول حبوباً وخضروات تملك أوراقاً خضراء وفواكه ولحوماً لا تحوي دهوناً كثيرة.
إنَّ تناول الألياف والحبوب وجعلها جزءاً أساسياً في نظامك الغذائي يسهم في تجنب الإمساك الذي قد يساعد على تهيُّج الناسور؛ لذا حاول ملاحظة أنواع الأطعمة التي لديك حساسية منها أو التي تزعج معدتك، وتذكَّر أنَّها ليست دائماً قاعدة ثابتة، فكل شخص مختلف عن الآخر.
يمكن أن تزيد الفضلات الدهنية من احتمالات سد نفق الناسور الشرجي؛ ومن ثَمَّ يمكن أن تحفز تكوين خراج حول الشرج وهو السبب الرئيسي للألم لدى الأشخاص الذين يعانون الناسور.
2. شرب مزيد من الماء:
يوصى بشرب لتر ونصف من الماء يومياً ما لم يصرح طبيبك بخلاف ذلك، وتوقف عن شرب الكحول والصودا، استهلك بدلاً من ذلك كميات أكبر من الماء وعصير الفاكهة، فسيساعد هذا على منع حدوث أي إمساك محتمَل مما يسهم في علاج الناسور.
المياه الزائدة تجعل الفضلات أكثر ليونة وتساعد على تنظيف الأمعاء، فهذا هو السبب في أنَّك إذا شربت كميات زائدة من الماء فسوف تشعر بالحاجة إلى دخول المرحاض أكثر من مرة.
يقوم الماء أيضاً بمنع انسداد الأمعاء ولا سيما في الأشخاص الذين يشكون من بعض أمراض الجهاز الهضمي، على سبيل المثال مرض كرون وتضخم القولون السام وغيرها من الأمراض.
3. استخدام الوسائد:
إذا كان عملك يجبرك على الجلوس لساعات عدة، فتجنب الضغط الإضافي على ظهرك ومؤخرتك وساقيك خاصةً إذا كنت تعاني الناسور الشرجي، يمكن القيام بذلك عن طريق الجلوس على وسادة أو "وسادة دونات" بدلاً من الكرسي العادي.
افعل ما بوسعك لتشعر بالراحة، حاول أن تتجنب المواقف التي يمكن أن تتوقع فيها عدم الراحة، أو تعوَّد أن تحضر معك وسادة أو أي وسيلة مساعدة أخرى.
4. استخدم ضمادات ماصة:
إذا نتج عن الناسور لديك تسرباً، فإنَّ ارتداء ضمادات ناعمة ماصة سيجعلك لا تقلق بشأن تسرب أي دم أو صديد أو سوائل من الناسور؛ إذ تعمل الفوط بوصفها أسطحاً ماصة.
حفاضات الكبار مفيدة أيضاً فهي أضخم قليلاً، لكن الفوط أرق وأسهل بكثير في التعامل معها، وبدِّل الفوط أو الحفاضات يومياً أيضاً لأنَّ الإفرازات ستنبعث منها رائحة سيئة كرائحة البراز.
5. الحفاظ على النظافة الشخصية الجيدة:
تأكد من غسل نفسك بعد كل دخول إلى المرحاض، فإنَّ تجنب أي بكتيريا متبقية على جلدك هو الخطوة الأولى لتجنب العدوى، يتضاعف هذا في الحمامات العامة وعندما تواجه تسرباً.
إذا كنت خارج المنزل ولا تستطيع فعل ذلك، فاحتفظ باستمرار بالمناديل المبللة لاستخدامها بوصفها حلاً بديلاً حتى تتمكن من الوصول إلى المنزل، تتعرض يديك لأكبر قدر من التعرض للجراثيم؛ ومن ثَمَّ يجب أن تظل نظيفاً؛ لذلك غيِّر ملابسك الداخلية حسب الحاجة طوال اليوم إذا كان الناسور يتسرب، وغيِّر المناشف في كل مرة تستحم فيها أيضاً، فكلاهما يمنع انتشار الجراثيم ونمو البكتيريا، وبذلك يمكن التقليل من تهيُّج منطقة الشرج؛ ومن ثَمَّ تساعد على القضاء على الأعراض المزعجة التي يعانيها الأشخاص المصابون بالناسور.
6. تناول المسكنات:
غالباً ما يصاحب النواسير الشرجية ألماً مستمراً وخفقاناً، ويزداد سوءاً عند الجلوس، للتعامل مع هذا تحدث إلى طبيبك عن نوع دواء الألم والجرعة المناسبة لك، قد يكون الإيبوبروفين وهو مضاد للالتهاب غير الستيرويدي مفيداً في علاج ألم الناسور أو قد تحتاج إلى وصفة طبية.
من الممكن أن يصبح الألم أحد مضاعفات الناسور، سيمتلئ النفق المسدود بالقيح عوضاً عن تصريفه، وهذه مشكلة قد تسبب تكوين خراج أو كيس صديد في مكان قريب من سطح الجلد، ويمكن أن يكون الألم أيضاً مصحوباً بإحساس مزعج واحمرار يشبه الطفح في الجلد حول الشرج بسبب سوء تصريف القيح.
كيف نعالج الناسور معالجة طبية؟
1. زُر طبيبك:
يُتعرف على الناسور عادةً بالفحص البصري، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّه يجب أن يلحق التنظير السيني دائماً الفحص البصري لإزالة الشك المتعلق بوجود مرض كرون أو السرطان والحالات الخطيرة الأخرى، وعلى الرَّغم من كل هذا لمعرفة الحيثيات الدقيقة لحالتك قد يقوم طبيبك بتنفيذ واحد أو أكثر من الاختبارات الآتية أيضاً:
التصوير المقطعي المحوسب:
خاصة في المرضى الذين يعانون مرض كرون؛ إذ يشير الفحص بالأشعة المقطعية إلى المرحلة الالتهابية قبل التكوين المحتمل للناسور بالإضافة إلى إظهار تجاويف الخراج لتحديد ما إذا كانت ثمة حاجة إلى رعاية جراحية.
التصوير بالرنين المغناطيسي:
هذه طريقة مفيدة لتحديد نوع النواسير المعوية عن طريق الكشف عن أي تغيرات التهابية أو تراكم السوائل في أنبوب الناسور.
تصوير الناسور:
هذه هي طريقة الأشعة السينية التي تجري عبر إدخال وسيط تباين في المكان الخارجي للناسور لمعرفة مسار الناسور بوضوح، ومدى عمق الأنسجة التي تساهم في دقة اختيار العلاج المناسب.
التصوير بالموجات فوق الصوتية:
يمكن استخدام هذا الاختبار بالإضافة إلى الفحص البصري لاكتشاف وجود خراج أو تجمع سوائل في أنبوب الناسور.
تنظير المثانة:
هذا جيد في حالة الناسور المعوي المثاني الذي يصل الأمعاء بالمثانة.
الاختبارات الميكروبيولوجية:
للإشارة إلى أي علامة للعدوى خاصةً في حال وجود خراج، فقد يحتاج المريض إلى فحص البول في حالة النواسير القولونية.
2. الخضوع لعملية جراحية:
العلاج الأكثر شيوعاً للناسور هو الرعاية الجراحية والتي تسمى "بضع الناسور"، ستزيل هذه العملية الناسور، وأي صديد أو تجمُّع سوائل فيه؛ إذ يُعدُّ بضع الناسور فعالاً في أكثر من 85% من الحالات، وفي عملية بضع الناسور من أجل ناسور المستقيم سيُستخدم إجراء يسمى السديلة داخل المستقيم.
اكتُشف أيضاً غرزة سيتون - تمرير حبل في الناسور من أجل إبقائه مغلقاً في أثناء الصرف - في بضع الناسور، ومع ذلك عادة ما يستغرق هذا زيارات عدة لطبيبك حتى الشفاء، يوجد أيضاً "علاج سيتون المقطوع" المعروف باسم "علاج كشار سوترا"، والذي يحقق نسبة نجاح عالية.
دور فهم الناسور في علاجه:
إنَّ إدراكنا لمعنى الناسور وماهيته تعطينا فرصة أكبر للشفاء والكشف المبكر عنه، لذلك لا بدَّ من معرفة بعض الأشياء:
1. تعرَّف إلى الأسباب والعوامل المؤهبة:
ترتبط معظم الحالات بأمراض التهابية مزمنة مثل مرض كرون والسل، قد ينتج بعضها الآخر عن التهاب الرتج أو الأورام أو الصدمات المزمنة، ويمكن أن تؤدي الجراحة إلى إنتاج الناسور على سبيل المثال الناسور الصفراوي أو الناسور الشرياني الوريدي.
من المحتمل أنَّ الناسور المستقيمي المهبلي عارضاً ثانوياً لمرض كرون أو إصابات الولادة أو العلاج الإشعاعي أو السرطان، وفي أغلب الحالات يكون الناسور عند الأطفال والرضع خَلقي، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الناسور يصيب الذكور أكثر من الإناث.
2. تعرف إلى العلامات والأعراض، يأتي أيُّ ناسور عامة مصحوباً بهذه الأعراض:
- التفريغ المستمر (القيح).
- ألم شديد.
- نزيف.
- ألم في البطن.
- إسهال.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
- استفراغ وغثيان.
3. تعرَّف إلى أنواع النواسير المختلفة:
الناسور بحكم التعريف هو نفق يشبه الأنبوب بفتحتين؛ فتحة أولية تؤدي إلى فتحة خارجية أخرى تسمى الفتحة الثانوية، وأنواع النواسير الأخرى معروفة، لكن 90% من النواسير هي نواسير شرجية، لكن يمكنهم أن يأخذوا الأشكال الآتية:
الناسور الأعمى:
يكون واصل بين سطحين أحدهما مغلق والثاني مفتوح، ومن المحتمل أن يتحول هذا النوع من الناسور إلى ناسور كامل إذا لم يُعالج مبكراً.
ناسور غير مكتمل:
الرابط له فتحة خارجية واحدة فقط.
ناسور كامل:
رابط بين فتحة داخلية وفتحة خارجية.
ناسور حدوة الحصان:
يكون وصلة على شكل يشبه حرف U بين فتحتين خارجيتين بالقرب من فتحة الشرج.
4. تعرف إلى مضاعفات الناسور الشرجي:
لسوء الحظ فإنَّ أعراض الناسور ليست المكان الذي تتوقف فيه المشكلة؛ بل يمكن أن تؤدي أيضاً إلى مضاعفاته الخاصة، التي هي كالآتي:
- الإفرازات التي تؤدي إلى التهاب حول منطقة الشرج.
- أورام القناة الشرجية.
- مرض الفطر الشعاعي (نادر جداً).
- التعرض لصدمة شديدة.
- تشققات حول منطقة الشرج.
- التهابات الجهاز الهضمي.
لذلك يجب عليك الاهتمام بنظافة فتحة الشرج جيداً بعد استخدام المرحاض، والانتباه إلى قواعد النظافة العامة والنظافة الذاتية، واستخدام المناديل المبللة بالكحول بعد استخدام المرحاض، ورميها بالقمامة بعد كل استخدام.
في الختام:
نرى أنَّ مع تقدُّم العلم والمعرفة أصبح الناسور عارضاً صحياً بسيطاً لا يشكِّل مصدراً للقلق أبداً، لكن كل ما علينا هو التزام العادات الصحية، وتجنُّب العادات المضرة بالصحة، وأن نعي أنَّ زيارة الطبيب أمر لا بدَّ منه عند ملاحظة أيِّ عارض.
أضف تعليقاً