ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة آنجل شيرنوف (ANGEL CHERNOFF)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع الأشياء التي يجب علينا التخلِّي عنها بعد أن أثقلت كاهلنا لمدَّةٍ طويلة.
"ما تتعلق به، يظل عالقاً بك".
الروائي الأمريكي توم روبينز (Tom Robbins).
قصة حقيقية:
كانت وهي في العشرينيات من عمرها قد بحثت طويلاً عن الحذاء المناسب، وجربت العشرات من الأحذية قبل أن تستقر أخيراً على الصندل المثالي، الحذاء الذي سيرافقها طوال العقود الثلاثة والنصف القادمة.
على أمل أنَّها قد ترتديه مرة أخرى في ذكرى سنوية ما أو موعد خاص إلا أنَّ السنوات مرت على هذا الحذاء ولم يعد مناسباً، وإضافة إلى ذلك فقد انفصلت عن زوجها منذ فترة طويلة.
في اليوم الذي يسبق اليوم المخصص لجمع القمامة قامت بوضع الحذاء في سلة المهملات وهي على يقين من أنَّه حان الوقت للتخلي عنه؛ فقد كان عبئاً ثقيلاً، وتقول: "نظرت إلى الحذاء الملقى في القمامة كان منظره يستفزني، ويذكرني بيوم زفافي؛ فقمت بوضعه عميقاً في سلة القمامة، شعرت بالذعر لوهلة؛ لكنَّني أخذت نفساً عميقة ومضيت".
في صباح اليوم التالي وجدت نفسها بجانب سلة المهملات كانت تنبش قشور البيض، وبقايا القهوة، والأطباق الورقية القذرة قبل أن تعثر عليه في القاع.
الأعباء التي نحملها:
هل شعرت من قبل بثقل مقتنياتك على صدرك أو على كتفيك أو أسفل ظهرك؟ عندما أشعر أنَّني أملك كثيراً من الأشياء ينتابني إحساس بثقلها على صدري فوق قلبي مباشرة؛ فلا أستطيع التنفس بعمق أو التحرك بحرية، لكنَّ الشيء الذي أعرفه معرفة جيدة هو أنَّني عندما أتخلص من شيء من تلك الأشياء فإنَّني أقلل من هذا العبء.
مع كل جزء من الفوضى أتخلى عنه سواء كانت حزمة من الأوراق التي لم أعد بحاجة إليها أم مجموعة آواني المطبخ ذات التسع قطع التي لم أستخدمها أبداً، أصبح قادرة على التنفس بعمق والتحرك بحرية أكبر والارتقاء للأعلى.
يكاد يكون الأمر كأنَّه سحر، مقتنياتنا لها وزن لا شك في هذا؛ لكنَّها ليست الأشياء الوحيدة التي نتمسك بها ولم تعد لها فائدة منذ فترة طويلة، فما هي الأثقال الأخرى التي تحملها؟
7 أشياء نتمسك بها يجب علينا التخلي عنها:
1. العلاقات:
هل تعاني في حياتك علاقة تجعلك تشعر بأنَّك ضعيف ومستنزف؟ قد تكون هذه العلاقة مع زميلٍ أو مديرٍ أو صديقٍ أو أحد أفراد الأسرة، إلا أنَّ ما يجعلك تنظر إلى هذه العلاقة على أنَّها عبء على صدرك هو ما تشعر به بعد كل مرة تتواصل فيها مع هذا الشخص؛ لذا أعر انتباهك لهذا الأمر.
2. القلق:
ما هو مقدار الطاقة العقلية والعاطفية التي أهدرتها في القلق بشأن شيء خارج عن سيطرتك؟ من المدهش أنَّ مشاعر القلق تلازمنا مثل صديقٍ قديم؛ فنحن نسمح لأدمغتنا باتباع المسارات نفسها مراراً وتكراراً لدرجة أنَّنا توهمنا أنَّ القلق يساعد، وأنَّه طريقة لإظهار الحب.
لكن أليس من الأفضل لنا أن نسأل أنفسنا عن أي شيء يمكننا القيام به لتحسين الوضع؟ يمنحنا هذا خياراً للقيام بشيء ما بدلاً من مجرد القلق، وفي حال لم نعثر على شيء يمكننا القيام به حقاً - إذا كان الوضع خارج نطاق قدراتنا بنسبة 100 % - فما الفائدة من التمسك بالقلق؟
"القلق مثل الكرسي الهزاز يمنحك شيئاً لتقوم به، لكن لا يوصلك إلى أي مكان". الروائية الأمريكية إرما بومبيك (Erma Bombeck).
شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق
3. وسائل التواصل الاجتماعي:
هل تجعلك متابعة أي من المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي تشعر بأنَّ ما تمتلكه، أو ما أنت عليه ليس كافياً؟ قد يمتلك مثل هؤلاء المشاهير منصاتٍ بأكملها، وربما لاحظت أنَّك تشعر بالإحباط من نفسك في كل مرة تفتح فيها تطبيقاً معيناً.
4. العادات:
ما هي العادة التي تتوق إلى التخلص منه؛ لكنَّك لست واثقاً من قدرتك على فعل ذلك؟ قد تكون كمية السكريات التي تتناولها بعد العشاء أو النوم ليلاً لساعات قليلة غير كافية، ربَّما تكون نبرة صوتك عندما تكون متعباً، أو مقدار الوقت الذي تقضيه في النظر إلى شاشة في يدك بدلاً من الوجوه من حولك.
5. الأفكار:
هل لديك أي أفكار تخطر ببالك طوال الوقت وتُقيِّدك؟ هل العبارات الآتية مألوفة بالنسبة إليك؟
- "لا أحد يقدِّرني".
- "أنا أقوم بكل شيء هنا".
- "لم أُخلَق لذلك".
- هذه ليست سوى فوضى عاطفية.
6. الماضي:
قد تجلب لنا الذكريات كثيراً من البهجة؛ لكنَّها قد تسبب لنا أيضاً كثيراً من الألم، خصوصاً إذا كنا نرفض التخلص من جروح الماضي سواء ألحقها الآخرون بنا أم ألحقناها بأنفسنا، فإنَّ الغفران هو القوة.
7. الفوضى:
من الورق إلى الأثاث، ومن الملفات الرقمية إلى السلع المخزنة منتهية الصلاحية، العديد منا يتمسك بها لفترة طويلة جداً؛ تمرَّن للتخلي عن هذه الأمور بمساعدة التخيل لمساعدتك على التخلي عن هذه الأمور، هل يمكنك أن تتخيل - بأكبر قدر ممكن من التفاصيل التي يمكنك استدعاؤها - أنَّ كل شيء تتخلص منه يقلل من العبء الذي تحمله على صدرك؟
تخيل أنَّ كل قطعة تتبرع بها - كل علاقة سامة تبتعد عنها، وكل فكرة معطِّلة تقرر التوقف عن الإيمان بها - تقربك أكثر من نسخة أخف وأكثر حرية ونقاء من نفسك.
في الختام:
في ذلك الصباح قبل ساعة من موعد مرور شاحنة النظافة في حيها توقفت جين عن انتشال حذائها من سلة المهملات ودفعته إلى أسفل بيدها.
فكرت في تلك اللحظة: "كان بوسعي الاحتفاظ بالحذاء؛ لكنَّني أعلم أنَّني لا أستطيع الاحتفاظ بكلينا"، لقد كان الانفصال عن الحذاء مؤلماً، ولكن في هذه الحالة كان التمسك به يجعلها في حالة أسوأ.
بعد بضع ساعات كانت تقف بجوار الستائر الشفافة لنافذتها الأمامية وتراقب شاحنة النظافة وهي تحمل الحذاء بعيداً؛ وكما كانت تأمل شعرت بأنَّها أخف وزناً بعد أن غاب ذلك الحذاء - والعبء العاطفي الذي يحمله - عن ناظريها أخيراً.
أضف تعليقاً